الحجاب والخوض في العناوين الثانوية
حسين شريعتمداري
1 – واحدة من حيل العمليات النفسية لفت الانتباه لعناوين ثانوية، فيستفاد من هذه اللحظة للتوصل لعدة أهداف متقاربة احدها حين يحاول الخصم جعل ظاهرة مشينة امراً عادياً. فعندما يعاني المجتمع من ظاهرة مربكة ويقلق من عواقبه المدمرة يسعى العدو لتطبيع هذه الظاهرة لاقحام ما هو اكثر ضرراً، وهنا يقلق المجتمع طبيعياً لبروز ظاهرة جديدة فيما يترقب الخصم ان يتماشى الناس مع الظاهرة السابقة حين يشاهدون الظاهرة البعدية المخربة، ويتأقلموا مع الاولى.
2 – خلال العامين المنصرمين كتبنا مقالات وتقارير جمة حول الظاهرة المدمرة للعائلة وللعفة وهي التبرج، ومنها حين تم طرح لائحة العفاف والحجاب وتحرك الملف من السلطة القضائية الى الحكومة ومنها للمجلس كتبنا انه طرح هذه اللائحة فيه شك بالاساس ويبدو انه اعد من قبل مستشارين محسوبين على الاعداء! وقد اكدنا في مقال ان هذه اللائحة ليست لا تمنع التبرج وحسب بل سيستتبعها انتشار هذه الظاهرة، ووجه المقال باعتراض بعض رجال الدولة ونواب المجلس والعديد من المائلين للغرب، حتى؛
3 – عندما اكد سماحة قائد الثورة خلال لقاء رمضاني مع مسؤولي النظام على فرض واختلاف تحدي الحجاب، قائلاً: "هنالك من حضر وخطط ان تكون قضية الحجاب مسألة في البلد في الوقت الذي لا يوجد هكذا شيء. فالناس كانوا يعيشون حياتهم باشكال مختلفة". وشدد سماحته على شرعية وقانونية حكم الحجاب وضرورة رعايته مشيراً الى الجهة الخارجية في كشف الحجاب والالتفات الى هذا الامر، قائلاً: "يسعى الاعداء هذه الايام التركيز على قضية نزع الحجاب الا ان هذا هو اول الغيث فليس هذا هو الهدف فهدف العدو اعادة اوضاع البلاد الى قبل الثورة .... ".
4 – ان ما نشهده من انتشار التبرج هذه الايام يعكس بوضوح توقع ما سيحصل من خطط للاعداء في الخارج لنشر هذه الظاهرة المدمرة للعائلة وما جاء في تحذيرات سماحة قائد الثورة هي حقيقة لاشك فيها، وللاسف الشديد ينبغي القول ان هذا المخطط الخداع قد غر بعض المسؤولين رفيعي المستوى في النظام، ومازال البعض يخوض في ساحة الخداع! حتى حالت السلطات الثلاث من تطبيق هذه اللائحة الناقصة للعفاف والحجاب والتي وصلت الى قانون! ولكن القصة لا تنتهي هنا فالعدو قد عمد الى المرحلة الثانية لهذه الظاهرة المشينة باستخدام خدعة الانتقال لعناوين ثانوية. ولتوضيح ذلك نقول: ان اعداء الخارج واذنابهم في الداخل يحاولون اليوم كما فرضوا على المجتمع لائحة العفاف والحجاب دون الحاجة لها وذلك بخداع السلطات الثلاث، يحاولون تدشين معزوفة جديدة لها ظاهر فيه تحرق ولكن تداعياته – وهو الهدف المضمر – سعي مخفي لتثبيت ظاهرة التبرج المشينة. لنقرأ!
5 – استجدت في امور ولو بشكل محدود ظاهرة مدمرة للعائلة وللعفة، وهي التبرج بصورة تعرية لاجزاء من البدن مما دفع العديد من المسؤولين والمعنيين، ممن لاشك في صدقهم وتحرقهم، بانتقاد هذه الظاهرة الجديدة مشددين على ضرورة مواجهتها. ان الامر المقلق والملفت، ان بعضهم وبالرغم من تأكيدهم مواجهة ظاهرة التعري لاجزاء البدن لايشيرون الى منع التبرج (!) وكأن ظاهرة التبرج قد خرجت من الحظر الديني والقانوني والانساني وصار الامر متسامحاً فيه! ولذا لابد من الحذر ان لا تتحول الظاهرة الى التعري لاجزاء من البدن! انها بالضبط حيلة اعداء الخارج واذنابهم في الداخل الخوض في العنوان الثانوي. انهم يذيقون الشعب الموت كي يرضى بالحمى! في الوقت الذي ان التعري من آثار التبرج وان مواجهته لا تنجح دون مواجهة جادة لظاهرة التبرج.