kayhan.ir

رمز الخبر: 194573
تأريخ النشر : 2024September25 - 20:40

اربعة احتمالات لتصريحات رئيس الجمهورية

حسين شريعتمداري

1 ـ خلال مقابلة مع مسؤولين في وسائل الاعلام الاميركية قال رئيس الجمهورية المحترم. السيد بزشكيان؛

"نحن مستعدون لوضع جميع اسلحتنا جانباً، بشرط ان تفعل اسرائيل ذلك وتأتي منظمة دولية الى المنطقة لتوفير الامن بشكل كامل"!

ان هذا التصريح للسيد بزشكيان ليس يناقض الرأي الصريح لسماحة الامام، وقائد الثورة المعظم والستراتيجية المعلنة رسمياً من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية وحسب بل ان زعماء بعض الدول العربية المماهية لاسرائيل لا يتطرقون بمثل هكذا كلام وتصريحات لاجل حفظ مكانتهم السياسية امام الرأي العام العالمي!

ان السيد بزشكيان خلال مقابلته مع "فريد زكريا" (العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية الاميركية) والذي نشرته قناة CNN مسبقا، يقول؛ "ان حزب الله لايمكنه لوحده ان يقف بوجه اسرائيل التي تدعمها الدول الغربية، الاوروبية واميركا"! وكذلك تصريحات غير راجحة اخرى يضيق المقال عن تفصيلها.

2 ـ ان رئيس الجمهورية المحترم خلال تصريحاته ولقاءاته ومخاطبات متعددة قد برهن ان موقفه ورؤاه حيال القضية الفلسطينية، بعدم شرعية النظام الصهيوني وضرورة ابادة هذا الكيان، ومدى اجرام اميركا و... ما يتطابق مع الرؤية والستراتيجية المعلنة رسماً والمتبعة من قبل نظام الجمهورية الاسلامية المقدس، من هنا يمكن الاستنتاج (او في الاقل يعزز الاحتمال)، ان ما طرحه في لقاءاته مع مسؤولي وسائل الاعلام الاميركية والمقابلة مع CNN، لا يمكن ان يكون رأيه وموقفه. من هنا فلماذا صدرت منه هذه التصريحات المشار اليها سلفاً؟! وهنا نشير لثلاثة احتمالات، فيما الاحتمال الرابع على درجة من الضعف والاستبعاد بحيث يبدو من غير الممكن.

لنقرأ!

3 ـ الاحتمال الاول؛ ما يصنف انه زلة لسان من قبل السيد بزشكيان في بيان رايه وقصده! وهذا الضعف شوهد في كثير  من موارد اخرى، اقربها الاعلان عن الاخوة مع  اميركا! مما استتبع ردوداً سلبية واضرار جمة.

4 ـ الاحتمال الثاني؛ مع تقديم الاعتذار، عجز جنابه في بيان قصده ورأيه. وهذا الضعف يعود لقلة معلومات السيد بزشكيان في المجال السياسي والعلوم والضوابط المحددة. فالسيد رئيس الجمهورية في نفس هذه المقابلة مع مسؤولي وسائل الاعلام الاميركية يؤكد على انه "لست ضليعاً في السياسة"! وسبق ان قال ايضا "انا لا افهم السياسة"! وهنا ينبغي القول، انه بالرغم من قصده التواضع كما يبدو! الا ان الشواهد المحققة تدلل على اشارته لحقيقة وللاسف انه في هذا المجال غير مطلع كما هو مفروض. هذا في الوقت الذي كون الرئيس سياسيا ومطلعا وملماً للشؤون  والقواعد  السياسية هي واحدة من اساسيات الشروط التي لابد لرئيس الجمهورية ان يتمتع بها. اذ حسب القوانين السائدة فان رئيس الجمهورية ينتخب من بين "رجال السياسة".

5 ـ الاحتمال الثالث الذي  يؤيده شواهد اكثر واقوى مقارنة للاحتمالين السابقين، هو تواجد مستشارين متأثرين بالغرب ويميلون للغرب، وبعضهم سيئ الصيت ومحكومة امنيا، الى جانب رئيس الجمهورية المحترم. وسبق ان حذرنا مراراً من خلال الصحيفة من خطورة هكذا اشخاص الى جانب رئيس الجمهورية المحترم وتسنمهم لمناصب حساسة، واشرنا الى نماذج من هكذا اشخاص وماضيهم وملفاتهم السوداء، ولكن للاسف لم يؤخذ بهذا التحذير بمحمل الجد من قبل رئيس الجمهورية. وارى ان اقدم ادلة وشواهد لما اخفاه مقربو رئيس الجمهورية عن نظره. على سبيل المثال حين التفت السيد بزشكيان ان الشخص المقرب الفلاني له ماضٍ جنائي لعدة مرات، ويتضمن سجله تبرئة ضمنية، لارهابيي داعش في قضية أهواز، وكذلك سخريته من مجاهدي الاسلام، وهذا ما اثار السيد بزشكيان بشدة، موبخاً المعنيين عن دعوته، ومع ذلك قارنوا، على سبيل المثال، التصريحات غير المدروسة للسيد رئيس الجمهورية في نيويورك مع ما كتبته الصحف الصفراء المدعية للاصلاحات خلال هذه الايام القليلة وما تقدموا به من اقتراحات! فهل نرى اختلافاً بيّناً؟! فالمدراء والمتصدين في هذه الصحف وكتاب هذه المدونات، يتسنمون مناصب حساسة في مؤسسة رئاسة الجمهورية!

6 ـ الاحتمال الرابع؛ ان اعداء الخارج وبعض اذنابهم في الداخل يصرون على ان التصريحات غير المدروسة وغير المتوقعة لرئيس الجمهورية المحترم بانها هي رؤاه ووجهات نظره! وهذا الاحتمال لا نصيب له  من الوجاهة، اذ كما قلت ويمكن الالتفات اليه بوضوح فان هذه التصريحات ليست لا تنسجم مع تصريحات اخرى لرئيس  الجمهورية سواء في بعض لقاءاته في نيويورك او في موارد عدة مثل اجابته  لمباركة السيد حسن نصر الله، وفي حواره مع بشار الاسد، وكلمته البركانية، في مراسم اداء القسم الرئاسي، او في اجتماعه مع قادة الجيش وحرس الثورة الاسلامية و... ليست لا تتطابق وحسب بل انها في الجهة المعاكسة بالضبط.

7 ـ وبالتالي هنالك اقتراحات تطرح على رئيس الجمهورية المحترم، من اكثرها ضرورة واهمية تكمن في عزل المائلين للغرب، والاشخاص ذوي  الماضي السيئ، والمحكومين امنيا، والمشاركين النشطين في الفتنة الاميركية الاسرائيلية عام 2009 ، وداعمي الفوضى خلال خريف 2022، عزلهم من مناصبهم الحساسة، وفي نفس الوقت الاستيناس بآراء اشخاص ذوي ماض ناصع وخبراء ثوريين متحرقين، آملين ان يضع جناب بزشكيان هذا الاقتراح على محمل الاولويات في برنامج عمله.