kayhan.ir

رمز الخبر: 169589
تأريخ النشر : 2023May21 - 21:31

عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان

 

 د. جمال شهاب المحسن

عندما يؤكد الرئيس الدكتور بشار الأسد في كلمته التاريخية أمام القمة العربية المنعقدة في جدة بالمملكة العربية السعودية، أنّ سورية هي قلب العروبة النابض بالحياة وحرارة الانتماء فإنه يؤكد ثقافة عربية سورية أصيلة وراسخة الجذور والأبعاد في التاريخ والحاضر والمستقبل وفي المبادئ والتضحيات السورية الجسام وفي كل المجالات والميادين.

وكم كان الرئيس الأسد مبدعاً مطابقاً للحقيقة والواقع حين قال: «أما سورية فماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان، فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم، وربما ينتقل الإنسان من حضن إلى آخر لسبب ما لكنه لا يغيّر انتماءه، أما من يغيّره فهو من دون انتماء من الأساس ومن يقع في القلب لا يقبع في الحضن، وسورية قلب العروبة وفي قلبها».

وينساب بوضوح وشفافية بقوله: «علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدّد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب، والتهديدات فيها مخاطر وفيها فرص ونحن اليوم أمام فرصة تبدّل الوضع الدولي الذي يتبدّى بعالم متعدّد الأقطاب كنتيجة لهيمنة الغرب المجرد من المبادئ والأخلاق.

ولفت الى أنّ العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم.. لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً بحق الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند خطر الفكر العثماني التوسعي المطعّم بنكهة إخوانية منحرفة، ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية.

وقال الرئيس الأسد بثقة الحكيم الشجاع: هنا يأتي دور جامعة الدول العربية باعتبارها المنصة الطبيعية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها عبر مراجعة الميثاق والنظام الداخلي وتطوير آلياتها كي تتماشى مع العصر، فالعمل العربي المشترك بحاجة إلى رؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة نحولها لاحقاً إلى خطط تنفيذية، بحاجة إلى سياسة موحدة ومبادئ ثابتة وآليات وضوابط واضحة عندها سننتقل من ردّ الفعل إلى استباق الأحداث وستكون الجامعة متنفساً في حالة الحصار لا شريكاً به، ملجأ من العدوان لا منصة له…

ما أروعَكَ سيدي الرئيس الدكتور بشار الأسد في تحديد المفاهيم والمصطلحات متمسكاً بالمبادئ والقيم والأهداف… فأنتَ المفكر المناضل والمناضل المفكر وأوفى الأوفياء لشعبك وامتك وأحرار العالم… حماكَ الله ورعاكَ رمزاً أصيلاً للعروبة وللتجديد والإصلاح السباسي والمجتمعي ولتعزيز العمل المشترك ولإعادة إعمار ما دمّرته الحرب الإرهابية التي تعرّضت لها سورية .