kayhan.ir

رمز الخبر: 164974
تأريخ النشر : 2023February05 - 20:28

ايران تتحدى اميركا في حديقتها الخلفية

 

ما كان لافتا ويستحق التقدير هو تفعيل الدبلوماسية الايرانية وسياستها الخارجية وبشكل مكثف  في عهد الرئيس ابراهيم رئيسي واستدارته نحو الشرق وبناء علاقات متوازنة مع الجميع وهذا لا يعني الانقطاع عن الغرب الذي هو السبب في فتور  العلاقات معه نتيجة للعراقيل التي تصنعها الولايات المتحدة الاميركية امام اوروبا وتفرض  من خلال ذلك سيطرتها عن القرار الاوروبي وهذا ما اتضح من سلوك الاوروبيين وتبعيتهم للسياسة الاميركي وعقوباتها ضد الدول التي لا تسير في الفلك الاميركي ومنها ايران وسوريا وكوبا وروسيا وغيرها من دول العالم.

فالزيارة الحالية للوزير عبداللهيان لاميركا اللاتينية والتي بدأت من موريتانيا في افريقيا وانتهت باميركا اللاتينية هي استكمالا للسياسية الخارجية الايرانية الفعالة لكسر العزلة تماما عنها وهكذا تفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الجميع باستثناء الكيان الصهيوني الغاصب والمؤقت.

وهناك قاسم مشترك وعامل ملح يشد الدول المتضررة من العقوبات الاميركية الظالمة الى بعضها البعض للوقوف امام هذه الهيمنة وهذا غير ممكن الا بوحدة الموقف وتظافر الجهود في التعامل بالعملة الوطنية وضرب الدولار عرض الحائط.

وما يغيظ الجانب الاميركي بشكل اكبر من زيارة الوزير عبداللهيان الى اميركا اللاتينية هو انه يعتبرها الحديقية الخلفية له ومن حصته وهي بالتالي لا تتحمل وجود خصومها في هذه المنطقة، وهذا ما يتم الا بالتعاون بين ايران واميركا اللاتينية والذي هو بحد ذاته يخفف من الحصار الاميركي المفروض على الطرفين ويبطل مفاعليه.

فما تقوم به ايران من دور خاصة في مجال الطاقة تفرد قواعد النظام الفنزويلي ويمكن الفراغ الذي تركه وما قامت به ايران مؤخرا انها اسعفت فنزويلا في انتاج 250 الف برميل  من النفط راهنت عليها اميركا بان فنزويلا ستخفق في انتاجها. اما الامر الاخر الذي اقدمت عليه ايران مؤخرا في هذه الزيارة التوقيع على اتفاق بموجب ما ذكرته وكالة رويترز بان ايران وقعت اتفاقا بمبلغ نصف مليار يورو مع فنزويلا لتجديد اكبر مجمع مصاف للنفط في هذا البلد.

ومن الامور الاخرى في الشراكة الاستراتيجية التي وضع لبنتها الرئيس مادورا في طهران في زيارته الاخيرة ولمدة عشرين عاما ستنفتح آفاقا جديدة وفي مختلف المجالات التي تصب في خدمة مصالح البلدين حيث ستكون كاراكاس محطة لانتقال البضائع الايرانية لسائر دول اميركا اللاتينية. فقد عاد الرئيس مادورا واثناء استقباله للوزير عبداللهيان بالتاكيد ثانية على الاسراع في تنفيذ بنود الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

واخيرا ما يوثق ويعزز هذه العلاقة الاستراتيجية بين البلدين هو ما تملكه الدولتان من امكانات وطاقات كبيرتين للتبادل التجاري والاقتصادي بينهما وهذا يعزز الموقف لبناء جسور اقتصادية تربط ايران باميركا اللاتينية وهو بالتالي يساعد كثيرا على اضعاف وافشال العقوبات الاميركية المفروضة على الجانبين. وبات اليوم الجميع حتى الاميركيين يعترفون بفشل عقوباتهم القاسية والتي وصفها البعض بالشلل ضد ايران. وآخر ما كتب في هذا المجال الموقع التحليلي الاميركي "يوروآسيا ريفيو"بان الخطر الغربي على ايران ليس فقط من دون تاثير بل انه سيؤدي الى توقف المفاوضات النووية.