kayhan.ir

رمز الخبر: 157016
تأريخ النشر : 2022September13 - 20:25

تركيا و"النصرة" تستنفران لمواجهة "قافلة النور"!

 

فرقت جماعة "النصرة"، المسيطرة على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في الشمال السوري، بالقوة مئات السوريين من شبان وعائلات تجمعوا أمام المعبر للالتحاق بما يسمى "قافلة النور"، التي ينظمها لاجئون سوريون في تركيا بهدف الهجرة الى اوروبا، في حين نشرت تركيا قواتها بكثافة على جميع الطرق المقابلة للمعبر الحدودي.

مئات الشبان والعائلات تجمعوا في منطقة باب الهوى الحدودي مع تركيا قرب مدينة سرمدا شمالي إدلب بهدف اجتياز الحدود نحو تركيا ومن ثم الهجرة إلى أوروبا، حيث جاء التجمع تلبية لدعوات تنظيم ما سمي بــ” قافلة النور” التي بدأت منذ عدة أيام وشارك بها بعض السوريين القاطنين على الأراضي التركية، بهدف الوصول للدول الأوروبية.

جماعة "تحرير الشام" الإرهابية أوعزت لعناصرها بمحاصرة المنطقة أمنياً وقامت بنشر عدد من الحواجز العسكرية مع انتشار مكثف على الطرق الواصلة لمعبر باب الهوى الحدودي، وقام عناصرها بمنع التجمع من الاقتراب لداخل المعبر والعمل على فض الحشد المدني وادفعهم بعيدا عن البوابة الرئيسية للمعبر، وتمكنوا من إنهاء التجمع وإجبار الشبان على المغادرة مستخدمين القوة، حيث اعتدوا على الإعلاميين والمدنيين المتواجدين هناك بالضرب وقاموا بمنع التصوير وحاولوا مصادرة المعدات الإعلامية.

على الطرف المقابل نشرت تركيا قوات أمنية على نطاق واسع توزعت على الطرف المقابل للمعبر الحدودي بين سوريا وتركيا وذلك خوفاً من أي عمليات لاقتحام المعبر من قبل التجمع، في حين لم تظهر السلطات التركية موقفا رسميا من حملة "قافلة النور" التي تأتي في ظل تعرض اللاجئين السوريين في تركيا للتمييز العنصر والمضايقات وحملات عنف مناهضة لوجودهم وصلت الى القتل احيانا.

والاسبوع الماضي دعا لاجئون سوريون إلى إضراب عن العمل في تركيا يشمل المعامل والمصانع والوظائف الأخرى التي يشغلها لاجئون، احتجاجاً على ممارسات العنصرية ضدهم وتجاهل السلطات هذه الأفعال وعدم محاسبة المسؤولين عنها.

ويعاني اللاجئون السوريون في تركيا -يبلغ عدد المسجلين منهم رسميا لدى السلطات التركية (3.7 مليون)- من أوضاع معيشية سيئة في ظل غلاء الأسعار وارتفاع الإيجارات، وتحول بطاقة الحماية المؤقتة "الكيملك" إلى عبء عليهم مع تنامي موجات العنصرية، وتقييدها تنقل السوريين بين الولايات التركية.

ويرى مراقبون ان خطابات الكراهية تأججت خلال السنوات الأخيرة ضد السوريين بشكل خاص والأجانب بشكل عام في تركيا، نظرا الى ان المعارضة التركية وأردوغان يستخدمان ملف اللاجئين كورقة سياسية في الانتخابات المقبلة، كما باتت المواقف العنصرية تتكرر بوتيرة أسرع في تركيا، فمنذ أيام، تعرض صحفي إسباني لاعتداء من قبل شبان أتراك ظنوا أنه لاجئ سوري، كما أظهرت استطلاعات الرأي التي تجريها وسائل الإعلام وتستضيف أناسا بشكل عشوائي في الشوارع، طغيان أصوات المنادين بترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم على أولئك الذين لديهم مشكلة في بقائهم.

حملة "قافلة النور" أحدثت انقساماً في أوساط السوريين في تركيا، بين قسم يرفض المشاركة ويحذر من أضرار متوقعة نتيجة التشديد الأمني من جانب اليونان وبلغاريا عند الحدود التركية، وآخر يؤيد المشاركة نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء في تركيا، إضافة إلى حديث أنقرة عن نيتها ترحيل مليون لاجئ سوري "طوعا"، من جهتها عمدت جماعات المعارضة المرتبطة بتركيا الى التحذير من هذه الحملة كونها تشكل إحراجا لأنقرة ودليلاً على فشلها في إدارة هذا الملف خاصة وان حل هذا الموضوع يرتبط بحل الأزمة السورية الذي يعرقله مواصلة انقرة دعمها للجماعات المسلحة في هذا البلد ورفضها عودة شمال البلاد الى سيطرة الدولة السورية.

العالم