kayhan.ir

رمز الخبر: 15632
تأريخ النشر : 2015February23 - 21:41

حرمان شعبنا خط احمر

بقدر ما تبديه طهران من جدية ملموسة للوصول بالمفاوضات النووية الى حل يرضي الطرفين وذلك من خلال تركيبة الوفد الاخيرة التي ضمت الى جانب الوفد الدبلوماسي المفاوض، الدكتور صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية وحسين فريدوني مستشار الرئيس روحاني، نرى العكس من الجانب الغربي وفي مقدمته اميركا التي تسعى الى عرقلة المفاوضات من خلال اصرارها على تقسيمها على مرحلتين سياسية وفنية بهدف اطالة زمنها وبالتالي استمرار الحظر الذي هو مبتغاها لعدم التوصل الى الحل وغلق هذا الملف ولو كان الامر غير ذلك لكانت هي الاخرى جادة الى حلحلته، لكان ممارساتها العملية على طاولة المفاوضات في الاصرار على تخفيض التخصيب واجهزة الطرد المركزي الى ادنى مستوى بحيث لا تستطيع معه ايران سد حاجتها يدلل على نيتها المسبقة على عرقلة المفاوضات وعدم تطبيق معاهدة جنيف التي تؤكد على الغاء الحظر بشكل كامل عن ايران في حال تنفيذها لكافة التعهدات. واليوم وبحسب اعتراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية فان ايران نفذت ما التزمت به في المعاهدة في وقت نرى الجانب الغربي لم ينفذ ما تعهد به اما مكابرة او قرارا مسبقا في ابقاء الحظر بهدف جني المزيد من المكاسب على حد تصوره الواهي والخاطئ.

ايران اعلنت مرارا وكرارا وبمنتهى الصراحة، والشفافية انها ترفض لغة التهدد والوعيد والضغوط ولن تعيرها اية اهمية واذا ما تطلب الامر وشعرنا بانها لا تصب لصالحنا سنغادرها وبالتالي يتحمل الطرف المقابل مسؤولية افشالها، لان الوزير الاميركي جون كيري يحاول بين فينة واخرى ابتزاز الوفد الايراني وتهديده بانه اذا لم يقدم على تنازلات سينسحب من المفاوضات وهذه لغة فجة وغير منطقية تتعارض مع الاسس الاولية لقواعد التفاوض المبنية على الحوار الايجابي والتعاطي المتبادل لمناقشة نقاط الخلاف لا التزمت بالمواقف والتهديد بالانسحاب ربما يرفع العتب على الاميركان لانهم تعودوا على هذه اللغة لاخضاع العالم من موقعهم الاستكباري الظالم في التعامل مع الدول الاخرى المنبطحة لتامين مصالحهم اللامشروعة وتوفير الحماية لربيبتهم في المنطقة الكيان الصهيوني وكأنهم نسوا او تناسوا ان الطرف الذي يتعاملون معه هذه المرة هي ايران الثورة الاسلامية التي قالت لا للغرب. ولا للشرق.. انها صاحبة قرارهاواستقلالها وسيادتها كاملة ولا تسمح لاي كان من المساس بمصالحها او المس بقرارها وربما تجربة اكثر من ثلاثة عقود كافية للاميركان ليتعظوا ويعودوا الى رشدهم لانهم لم يبقوا وسيلة مهما كانت شريرة وغير انسانية الا واستخدموها ضد ايران لاركاعها واعادتها الى احضانها وفشلوا.

على الادارة الاميركية الحالية ان تعي جيدا لما تمر به اليوم فانها هي احوج للمفاوضات من ايران لترتيب اوضاعها في المنطقة وفي الداخل الاميركي ايضا في وقت ان ايران قد كيفت نفسها مع الحظر بل ذهبت الى ابعد من ذلك في ايجاد شرخ في جداره حيث بات العالم مقتنعا بسلمية برنامجها النووي وجديتها في المفاوضات للوصول الى حل شامل فيما تواصل اميركا عرقلتها لها لغايات مشبوهة وعدائية باتت واضحة للجميع وليس باستطاعتها ان تخفى سياستها حتى في التمييز العلمي التي تتبعها تجاه ايران ظلما وعدوانا وهذا ما سيفضحها امام شعوب العالم وحتى شعبها بسبب نظرتها الاحتكارية الضيقة والمقيتة للعلوم، المرفوضة من الجميع لانه من غير الممكن حرمان اية دولة في العالم من حقها الطبيعي في الحصول على العلوم المختلفة من اجل التقدم والتطور وتوفير الرفاهية لشعبها.