kayhan.ir

رمز الخبر: 15393
تأريخ النشر : 2015February20 - 20:17

مصر تعلن الحرب على داعش..بداية تدخل عسكري خارجي في ليبيا؟

روعة قاسم

لم يكن ما حصل في ليبيا من عمليات ذبح لمواطنين مصريين مفاجئا لأغلب الخبراء والمحللين والمهتمين بالشأن الليبي. فبلد عمر المختار تحول منذ مدة إلى معقل رئيسي للجماعات التكفيرية وبؤرة للإرهاب الدولي وهو البلد المترامي المقسم بين حكومتين وبرلمانين وربما جيشين إذا جاز اعتبار الجماعات الإخوانية والتكفيرية المنخرطة في تحالف قوات فجر ليبيا جيشا نظاميا.

لقد بايع جل الجماعات التكفيرية الليبية زعيم ما يسمى بـ”تنظيم الدولة” وأعلنت ولاءها له مع ما يعنيه ذلك من النسج على منوال هذا التنظيم في جميع سلوكياته وأفعاله ومن ذلك ذبح وقطع رؤوس الرهائن والمعارضين. وقد أعلن التكفيريون المرابطون في درنة الليبية في وقت سابق مدينتهم إمارة إسلامية منفصلة عن باقي التراب الليبي وهو ما لم يعره الرأي العام الدولي الاهتمام اللازم رغم تحذيرات أطراف ليبية ومغاربية من مغبة هذا الإعلان.

ومن المنتظر أن تكثف هذه الجماعات من عمليات الإعدام خلال المرحلة القادمة، وفقا لتقديرات خبراء ومحللين، والهدف من ذلك هو الضغط على دول جوار ليبيا ودول العالم المنخرطة في الحرب على داعش للاعتراف بها كأمر واقع في المنطقة. ويخشى التونسيون على سبيل المثال أن يكون الصحافيان المخطوفان في ليبيا، واللذان بقي مصيرهما مجهولا إلى حد الآن، قد وقعا في قبضة التكفيريين وأنهما سيكونان من ضحايا هذه التنظيمات خلال المرحلة القادمة.

قوات فجر ليبيا

وتفيد مصادر ديبلوماسية بأن الزيارة الأخيرة التي قام بها الصهيوني جون ماكين إلى تونس والتي التقى خلالها رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي بمعية قيادات من حزبه، كان الهدف منها دفع الغنوشي إلى بذل جهود لإقناع التنظيمات الإخوانية في أكثر من بلد عربي بالانخراط في الحرب على داعش. بالمقابل فإن الولايات المتحدة تتعهد بإقناع حلفائها في المنطقة، الخليجيين على وجه الخصوص، بالتراجع عن إدراج التنظيمات الإخوانية في خانة التنظيمات الإرهابية مع ما يعنيه ذلك من عودتهم من الباب الواسع إلى الحكم في بلدانهم.

ولعل الانشقاقات التي تشهدها قوات فجر ليبيا تصب في هذا الإطار حيث يبدو أن الشق الإخواني بصدد فك ارتباطه مع التنظيمات الإخوانية استجابة للمطالب الأمريكية استعدادا لمعركة كبرى قد تشهدها ليبيا التي تحولت إلى أفغانستان جديدة على تخوم أوروبا ومحاذية لحدودها الجنوبية. ويبدو أيضا أن تسوية ما قد تحصل بين الشق الإخواني في فجر ليبيا وبين أعدائه من جماعة اللواء خليفة حفتر الذي عاد رسميا إلى صفوف الجيش الليبي الذي عزل منه زمن القذافي بعد حرب تشاد التي تورط فيها حاكم ليبيا السابق.

وأفادت مصادر ديبلوماسية أيضا للعهد بأن الجيش المصري لن يتورط بعملية برية في ليبيا مهما بلغت درجة المخاطر في بلد عمر المختار، وأن الأمر سيقتصر على القصف الجوي ردا على عملية الإعدام الشنيعة التي استهدفت 21 قبطيا مصريا. ووفقا لهذا المصدر فإن قادة الجيش المصري يأخذون بعين الاعتبار تجارب سابقة تورط فيها الجيش المصري نفسه وجيوش عربية أخرى في بلدان شقيقة وكانت نتائجها كارثية، وبالتالي فلا رغبة للمصريين بالتورط في المستنقع الليبي الذي يرغب البعض في جرهم إليه جرا.

وتستعد تونس على وجه الخصوص لمعركة كبرى قادمة في ليبيا من خلال تأمين حدودها بانتشار كثيف للجيش بآلياته الثقيلة ومن خلال التكثيف من الطلعات الجوية والبحرية على الحدود، ويتوقع أن يتدفق المزيد من اللاجئين الليبيين على الخضراء هروبا من المعارك الطاحنة المتوقعة.