kayhan.ir

رمز الخبر: 152597
تأريخ النشر : 2022June22 - 20:18

فوز غوستافو بيترو هزيمة مدوية لاميركا

 

فوز الرئيس غوستافو بيترو ذات النهج اليساري في الانتخابات الرئاسية الكولومبية كان اشبه بالزلزال السياسي في هذا البلد وحتى في القارة الحمراء حسب توصيف البعض لانه كان تحولا استراتيجيا بمعنى الكلمة. فكولومبيا التي كانت على طول الخط رأس الحربة لاميركا في معادات قوى التحرر في اميركا اللاتينية وخاصة فنزويلا تغيرت 180 درجة ووصل لاول مرة في تاريخ هذا البلد رئيس يساري الى سدة الحكم عبر عملية ديمقراطية نزيهة اعترفت بها اميركا.

فمنذ اكثر من 200 عام واميركا تعتبر اميركا اللاتينية وخاصة كولومبيا حديقتها الخلفية لكن اليوم وسرعان ما تطورت الامور فاصبح هذا البلد محطة لتشجيع قوى التحرر في دول القارة الحمراء للتخلص من النفوذ والهيمنة الاميركية.

ففوز الرئيس غوستافو في كولومبيا هزيمة مدوية لاميركا وكسر احتكار الليبرالية واليمين المرتبط بواشنطن لعقود طويلة في هذا البلد ووضعه كولومبيا على سكة التحرر الوطني لتلعب دورها التاريخي في هذه القارة خاصة وانها الدولة الثانية من حيث المساحة بعد البرازيل فاستلام اليسار لدفة الحكم في كولومبيا يعتبر نقطة تحول استراتيجية ولحظة تاريخية ليتخلص هذا البلد بشكل خاص والقارة الحمراء بشكل عام من الهيمنة الاميركية وشرورها.

ولا شك ولا ريب ان صمود فنزويلا التحريرية والثورية بقيادة الرئيس مادورو وافشالها لكل المخططات الاميركية التي ارادت النيل من هذا البلد عبر استخدام كولومبيا اليمينية، عزز ثقة قوى التحرر واليسار في هذه القارة وخاصة كولومبيا الذي قال شعبها كلمته التاريخية في انتخاب حق تقرير المصير وقطع النفوذ الاميركي من بلده ووضع حد لتدخلاته السافرة.

وقد سبقت كولومبيا دولا مثل بوليفيا وتشتلي والاكوادور والارجنتين وغيرها ان فاز مرشحو اليسار فيها وحرروا دولهم من هيمنة القرار الاميركي وحسر نفوذه.

واما البرازيل الذي يحكمها اليوم يميني تابع للهمينة الاميركية سيواجه خلال الشهرين القادمين معركة انتخابية شرسة ضد مرشح اليسار الرئيس السابق "لولا داسلفا" يتوقع المراقبون فوزه في الانتخابات الرئاسية وهذا ما سيحدث تحولا كبيرا سيغير من موازين القوى في اميركا اللاتينية لصالح شعوبها وقوى التحرر فيها.

ومما يعزز ثقة هذه الدول وشعوبها بالمستقبل هو علاقاتها المتطورة بالجمهورية الاسلامية الايرانية كقوة صاعدة ضد الهيمنة الاميركية وسياستها التسلطية لان النفوذ المعنوي لايران في دول اميركا اللاتينية اصبح واقعا لا يستطيع احد انكاره.

فزيارة الرئيس مادورو الاخيرة لطهران ومحادثاته الحميمة مع قيادتها الحكيمة انعكست بوضوح على تصريحاته النارية الذي اعتبر فنزويلا جزء من محور المقاومة، وان هذا المحور اصبح ظاهرة لم تنتشر في العالم الاسلامي وغرب آسيا فقط بل في افريقيا واميركا اللاتينية والكاريبي كمعلم لمناهضة الاستعمار والهيمنة الاميركية على العالم.