kayhan.ir

رمز الخبر: 150107
تأريخ النشر : 2022May08 - 20:26

ماكينة "طويل العمر" تتحرّك: كابوس حزب الله وقودها

 

لطيفة الحسيني

بمهمّة انتخابية صريحة، أُعيد السفير السعودي وليد البخاري الى لبنان. على بعد شهر من الاستحقاق الموعود في 15 أيار المقبل، حطّت طائرة "رسول" آل سعود.

لا وقت سوى للتحريض، للتحشيد، للَملَمة ما يُمكن كي تتحقّق المواجهة مع حزب الله. الساحة "السنية" فرغت بعد تعليق سعد الحريري العمل السياسي. الوضع مُقلق بالنسبة للرياض والأوْلى سدّ "التغييب".

عندما يتعلّق الأمر بمملكة "الخير"، يفقد أدعياء "السيادة" بصرهم، يعجزون عن تسجيل الملاحظات التي يختلقونها مع دول أخرى. لا حاجة لإطلاق عجلة التنقيب عمّا "يقترفه" البخاري أو ما يحضّره انتخابيًا. ماكينتُه انطلقت باكرًا، كيف اذًا؟

العنوان الأساسي لبرنامج السعودية الانتخابي: مواجهة المقاومة كيفما كان. لأجل ذلك، يبدو أن التعميم المُعتمد لدى الأتباع والأزلام والمرشّحين: "ما بيشبهونا". تكرار الفكرة صباحًا ومساءً لا يُكبّد هؤلاء أيّة تكاليف، في ظلّ شحّ الريالات والدولارات.

من بوابة شهر رمضان، باشر البخاري عمليًا تحرّكه: مأدبة إفطار في مبنى السفارة السعودية في اليرزة بأطباقٍ انتخابية. جَمَعَ من يُنادى بـ"طويل العمر" ثلّةً من الشخصيات التي يُعوّل عليها في الاستحقاق المنشود. في الصورة، رئيس الوزراء الحالي نجيب ميقاتي، رئيسا الحكومة السابقان فؤاد السنيورة وتمام سلام، رئيسا الجمهورية السابقان أمين الجميل وميشال سليمان، النائبان وليد جنبلاط وبهية الحريري، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل.

بعد عزوف الحريري عن الساحة السياسية، أضحى جعجع رجل السعودية الأول في لبنان. دعمٌ مالي هائل للقوات اللبنانية، والهدف جليّ: دفعُها للتحالف أو ترشيحُ وجوهٍ تُحسب على أنها من المجتمع المدني حتى تصل الى مجلس النواب وتشكّل كتلة "وازنة" بوجه نواب المقاومة.

للغاية، يُردّد جعجع طيلة هذه الفترة أمام جمهوره ومن يتحالف معه معزوفة "خطر" الوقوف مع حزب الله انتخابيًا. يقول في إحدى رسائله "كل من يتحالف مع حزب الله في الانتخابات النيابية يتحالف مع قتلة رفيق الحريري، وقتلة ثورة 14 آذار، وصولًا إلى قتلة شهداء جريمة انفجار مرفأ بيروت". ليس هذا فقط، "كل من يصوّت للتيار الوطني الحر وحزب الله يعني تمديدًا لأوجاعه بيده من دون منّة من أحد، والانتخابات النيابية تشكل فرصة حقيقية من أجل استبدال الأكثرية الحالية"، تمامًا كما يُردّد البخاري ويُركّز على فكرة تغيير الطبقة السياسية.

التجييش "السعودي" الانتخابي اتضح سلفًا في أروقة سفارة اليرزة. البخاري حدّد رهانه، فأسرَّ لمن حوله بتطلّعاته وتوقّعاته: السنّة جميعًا سيقترعون. للغاية، يتنقل حيث يكونون. على عجل، يتذكّر مدينة الشمس بعلبك وجامعها الأموي الكبير على أنه من أهمّ المعالم الإسلامية في لبنان، ويُقرّر توزيع جوائز قرآنية في السفارة، وتُزيح سلطات بلاده الستار عن مذكرة التفاهم الإطارية للصندوق السعودي - الفرنسي لدعم الشعب اللبناني المبرمة بين فرنسا و"مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية".

 

توازيًا، ينشط إعلام النظام السعودي لإبراز الشخصيات الحليفة التي يركُن إليها. السنيورة هنا. تُقدّمه صحيفة "الشرق الأوسط" على أنه قطبٌ رئيسي "يسعى لحثّ المسلمين السنة على عدم الانكفاء عن المشاركة في الانتخابات"، والمقصد: "استرجاع إرادة لبنان الحرة وقرار الدولة اللبنانية الحر من حزب الله". المنبر نفسه سُخّر للقيادي السابق في تيار "المستقبل" مصطفى علوش الذي يخوض الانتخابات لـ"عدم السماح لحزب الله بالحصول على أكثر من عدد النواب السنة المحسوبين عليه في البرلمان اليوم، على أن يكون الهدف الأساسي هو الفوز بأكبر عدد من النواب السنة الذي يدورون في فلك مواجهة الحزب"، كما صرّح لـ"الشرق الأوسط".

المنال السعودي الواضح يختصره عنوانٌ وَرَد في الصحيفة المذكورة: "انتخابات لبنان: الارتباط بمحور المقاومة أو الإلغاء".

على أن الغضب السعودي والتصعيد الانتخابي يُترجمان أكثر عبر صحيفة "عكاظ" التي تتهم سعد الحريري بـ"التفريط في مصالح الطائفة السنية في لبنان، وبالتنكّر في الوقت ذاته للرياض"، وتعتبر أنه "قدّم أكبر خدمة لقتلة والده وذلك بدعوة الطائفة السنيّة لمقاطعة الانتخابات لإخلاء الساحة الانتخابية لحزب الله والتيار العوني، على حساب وطنه لبنان وعلى حساب طائفته"، وتشير كذلك الى أن "الامتناع عن التصويت في الانتخابات القادمة يعني ذهاب المقاعد السنية لحلفاء حزب الله".

أسبوعٌ يفصلنا عن "اليوم الكبير". السعوديون وأعوانُهم يحلمون كثيرًا. كوابيسُهم ستتحقّق منتصف هذا الشهر: حزب الله راسخ ما بقيت الشمس في مدينتها.