kayhan.ir

رمز الخبر: 148358
تأريخ النشر : 2022April03 - 20:25

أردوغان وعمران خان.. و إمتحان الكرامة!

 

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية ان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أدان عمليات المقاومة الفلسطينية الأخيرة، التي أسفرت عن مقتل 11 مستوطنا، ووصفها بـ"الارهابية"، وتمنى الشفاء للجرحى، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الكيان الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.

ونقلت الصحيفة عن اردوغان قوله:"ان التضافر المزمع إنشاؤه مع إسرائيل، خصوصاً في مجال الطاقة، يُعدّ مصلحة مشتركة للطرفين"، معربا عن رغبته "في الحفاظ على الزخم الذي اكتسبته العلاقات الثنائية خلال زيارة هرتسوغ إلى تركيا في 9 آذار/ مارس المنصرم".

التطور المتسارع واللافت للعلاقة بين تركيا والكيان الاسرائيلي، لم يمكن مفاجئا لاغلب المراقبين العارفين بعمق العلاقة بين الجانبين والتي تعود الى اربعينيات القرن المنصرم، اي بعد فترة قصيرة جدا من زرع "اسرائيل" في قلب العالم الاسلامي، حيث كانت تركيا اول دول اسلامية تعترف بهذا الكيان اللقيط.

واللافت ايضا ان حجم التبادل التجاري، والعلاقات الامنية والعسكرية والاقتصادية، لم تتأثر بـ"السياسة الاستعراضية" المناوئه للكيان الاسرائيلي ، التي اعتمدها اردوغان في بداية حكمه لتركيا، من اجل كسب الشارعين العربي والاسلامي، فحسب ، بل ان الارقام كانت تشير الى زيادة ملحوظة في كل تلك المجالات.

اثبت اردوغان انه اكثر رؤساء تركيا براغماتية، فهو يتجاهل وبكل بساطة كل المبادىء والقيم وحتى عقيدته وشعاراته، اذا ما ارتطمت بالمصالح، وليس بالضرورة ان تكون هذه المصالح مصالح تركيا الوطنية، بل حتى مصالح حزبه، حزب العدالة والتنمية، فهو انقلب على جميع فروع تنظيم الاخوان المسلمين في العالم، في مقابل اقناع "أسرائيل" على مد انبوب الغاز الفلسطيني المسروق عبر اراضي تركيا الى اوروبا.

اللافت اكثر انه في الوقت الذي تخلى اردوغان نهائيا عن الاخوان المسلمين، نراه يوثق علاقته مع الد اعدائهم مثل مصر والامارت والسعودية، ففي مقابل رفع الحظر السعودي على البضائع التركية، اغلق اردوغان ملف اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، ونقل القضية ووثائقها إلى القضاء السعودي، وكذلك فعل مع مصر والامارات، في مقابل مصالح اقتصادية.

كل هذه البراغماتية السافرة التي ابداها اردوغان، على حساب الصورة التي رسمها لنفسه خلال عقدين من الزمن، وهي صورة الزعيم الجديد للعالم السني ، والرجل الحالم ببعث الحياة الى الدولة العثمانية، لم تكن ضرورية، كما يحاول اردوغان وحزبه تبريرها اقتصاديا، فهذا رئيس وزراء باكستان، عمران خان، الذي يتعرض لضغوط وتهديدات امريكية علنية، وصلت الى حد التصفية الجسدية، لرفضه السماح ببناء قواعد امريكية في باكستان، فالرجل ليس لم يرفع الراية البيضاء فحسب، بل رفع راية التحدي في وجه امريكا، واعلن على رؤوس الاشهاد ان الباكستانيين ليسوا عبيدا ، وان باكستان لن تركع، رغم ان الاقتصاد الباكستاني ليس كالاقتصاد التركي.

العالم