kayhan.ir

رمز الخبر: 14765
تأريخ النشر : 2015February07 - 21:07

ليكف مجلس التعاون يده عن اليمن!!

مهدي منصوري

لقد ضمنت القوانين والمعاهدات الدولية خاصة وثيقة حقوق الانسان للشعوب الحق في تقرير مصيرها وبالصيغة التي يضمن لها امنها واستقرارها مشيرة في بعض بنودها رفضها القاطع للتدخل في شؤون هذه الشعوب من أي دولة أوجهة كانت فيما اذا ارادت اختيار مسيرة حياتها السياسية.

وانطلاقا من هذا المفهوم الانساني انطلق الشعب اليمني بثورته التحررية ضد الاوضاع السلبية والمأساوية التي تجرع مرارتها وعلى مدى اكثر من ثلاثة عقود ابان حكم علي عبد الله صالح والتي كانت سلمية بامتياز بحيث قل نظيرها في المنطقة. ولما ادركت الدوائر الاقليمية والغربية خاصة الخليجية واميركا من ان هذه الثورة قد يؤول مصيرها للانتصار لذلك حاولت تطويق الامر بحيث ارادت قطع الطريق على الثوار من ان يستلموا مقاليد الامور في هذا البلد، بحيث تدخلوا وبصورة سلبية للحفاظ على هيكلية حكومة علي عبد الله صالح ويتم تغيير الصورة فقط، وذلك من خلال المبادرة الخليجية، وتم ازاحة صالح من السلطة والمجيء بعبد ربه هادي وضمن فترة انتقالية من اجل ترتيب الاوضاع وضمن المعطيات التي فرضتها الثورة لاجراء التغييرات اللازمة والتي تتلائم وتتناسب مع مطالب الثوار.

ولكن وبعد مرور اربع سنوات لم يستطع عبد ربه هادي ان يخطو خطوة واحدة في اجراء التغيير اللازم والمطلوب والذي وعد به ابناء الشعب اليمني لعدة اعتبارات اهمها خضوعه واستجابته للاملاءات الخليجية التي لا تريد للتغيير ان يحدث لكي يبقى اليمن أسيرا لاملاءاتهم وقد تساوقت هذه الامور مع رغبة واشنطن في ذلك.

ولكن حيوية الشعب اليمني خاصة ابناء الثورة الذين وجدوا ان ثورتهم وبمرور الايام اخذت تسرق منهم وبصورة مفضوحة، وان جهودهم التي بذلوها من اجل اخراج بلدهم من الوصاية قد ذهبت ادراح الرياح، وقد حاولت القوى الثورية من خلال جلسات الحوار المستمرة التي طالت ولن لم تفض الى نتيجة تذكر بسبب المخاوف الكاذبة التي يذهب اليها البعض من فلول نظام علي عبد الله صالح وغيرهم. الا ان ابناء الثورة لم ييأسوا او يقنطوا بل استمروا في مسيرة الحوار الوطني حتى توصلوا الى اتفاق "السلم والشراكة" والتي وافقت عليه كل الفصائل والاحزاب اليمنية، والذي يضمن حقوق جميع اليمنيين ويجعلهم شركاء في ادارة الحكم. وكما كان فان هذا الاتفاق لم يلق الترحيب من بعض دول مجلس التعاون خاصة السعودية،والذي تم الاتفاق والتوقيع عليه من قبل الرئيس هادي،الا انه وفي مبادرة غير متوقعة ومفاجئة للجميع وبعد توقيعه على الاتفاق ومن اجل ان يأخذ طريقه للتنفيذ اعلن وحكومته الاستقالة والانسحاب، مما اعتبره الثوارحينها بانها مؤامرة دبرت بليل للانقضاض والانقلاب على الاتفاق، بحيث لم يبق لديهم سوى ان يستمروا في مسيرتهم ويحققوا تنفيذ هذا الاتفاق، وقد كان لهم ذلك من خلال الاجراءات الاخيرة التي اعلنوها والتي تم خلالها حل مجلس النواب وتشكيل المجلس الرئاسي الذي سيدير الاوضاع في اليمن، وقد جاءت هذه الخطوة الثورية التي حظيت بترحيب من قبل كل مكونات الشعب اليمني الذي اعلن بالامس ومن خلال تظاهرات عارمة تاييده لهذه الخطوة الثورية الا انها جاءت كالصاعقة على رؤوس المتامرين والعملاء الذين باعوا انفسهم بثمن بخس للاجانب وغيرهم.

وبذلك تفاوتت ردود الفعل تجاه هذه الخطوة الثورية، ففي الوقت الذي استنكرها الخليجيون واطلقوا عليها عبارة ممجوجة قد اعتادوا لاطلاقها على مثل هذه المبادرات الا وهو الانقلاب على الشرعية، وكأن الرئيس هادي قد جاء للحكم باصوات الشعب اليمني ولم يكن تم تنصيبه من قبلهم. بالاضافة الى الاصوات النشاز الاخرى والتي معروف موقعها من الحراك الثوري اليمني منذ بدايته وليومنا هذا كواشنطن وغيرها.

ولكن وفي نهاية المطاف نقول ان الشعب اليمني اليوم قد قال كلمته واتخذ قراره الوطني من دون تدخل خارجي او اقليمي لذلك فانه وبالامس قد حذر كل الذين يريدون ان يفسدوا او يحاولوا اجهاض هذا الانجاز الثوري خاصة دول مجلس التعاون بان تقف عند حدها وان لا تتدخل في الشأن الداخلي لليمنيين لانه سيكون له تبعات غير ايجابية عليهم. ولذا فعليهم ان يلتفتوا الى مطالب شعوبهم في افساح المجال بمنحهم الحرية والانفتاح على الديمقراطية حتى لا تفسد عليهم حياتهم.