kayhan.ir

رمز الخبر: 147547
تأريخ النشر : 2022March05 - 20:10
في ذكرى يوم ولادته المباركة:

الإمام الحسين (ع) ميلاد لقيم الثورة على الظلم

 

على وجهه الشريف أسارير الإمامة فكان من أشرق الناس وجها."وإذا نظرت إلى أسرة وجهه برقت كبرق العارض المتهلل .." لقد سكب الرسول (ص) في نفس وليده مُثُلَه ومكرماته ليكون صورة عنه وامتدادا لرسالته ..

أميري حسين ونعم الأميرفي الثالث من شعبان كانت ولادة الإمام الثالث من أهل بيت النبوة (عليهم السلام) الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب. بولادته أشرقت الأرض بنور السماء وبكى الرسول (ص) وهو يحتضنه ويقبله، لأنه يعلم ما يجري على حفيده من ظلم واعتداء. في هذا اليوم دعونا نحتفل فرحاً بولادة سبط الرسول الأعظم(ص)، ونبارك لكم، ولندع الله سبحانه وتعالى أن نكون من أتباع حفيده الحجة المنتظر (عج).

وضعت سيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة بنت رسول الله (ص)، وليدها العظيم الذي لم تضع مثله سيدة من بنات حواء لا في عصر النبوة، ولا فيما بعده، أعظم بركة ولا أكثر عائدة على الإنسانية منه، فلم يكن أطيب، ولا أزكى ولا أنور منه. واستقبل سبط النبي صلى الله عليه وآله دنيا الوجود في السنة الرابعة من الهجرة، وقيل في السنة الثالثة واختلف الرواة في الشهر الذي ولد فيه فذهب الأكثر إلى أنه ولد في شعبان...".

 

التسمية :

السلام على المظلوم في كربلاء وسماه النبي صلى الله عليه وآله حسينا كما سمى أخاه حسنا، ويقول المؤرخون لم تكن العرب في جاهليتها تعرف هذين الاسمين حتى تسمي أبناءهما بهما، وإنما سماها النبي صلى الله عليه وآله بهما بوحي من السماء.

وقد صار هذا الاسم الشريف علما لتلك الذات العظيمة التي فجرت الوعي والإيمان في الأرض، واستوعب ذكرها جميع لغات العالم، وهام الناس بحبها حتى صارت عندهم شعارا مقدسا لجميع المثل العليا، وشعارا لكل تضحية تقوم على الحق والعدل.

 

رعاية النبي صلى الله عليه وآله للحسين عليه السلام:

وتولى النبي صلى الله عليه وآله بنفسه رعاية الحسين، واهتم به اهتماما بالغا فمزج روحه بروحه، ومزج عواطفه بعواطفه، وكان - فيما يقول المؤرخون -: يضع إبهامه في فيه، وأنه أخذه بعد ولادته فجعل لسانه في فمه ليغذيه بريق النبوة وهو يقول له: " إيها حسين، إيها حسين، أبى الله إلا ما يريد هو- يعني الإمامة -فيك وفي ولدك... ". لقد سكب الرسول صلى الله عليه وآله في نفس وليده مُثُلَه ومكرماته ليكون صورة عنه، وامتدادا لحياته، ومثلا له في نشر أهدافه وحماية مبادئه.

 

ملامح شخصية الإمام الحسين عليه السلام :

كان الإمام الحسين أشبه الناس بجده رسول الله (ص)بدت في ملاح الإمام الحسين عليه السلام ملامح جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، فكان يحاكيه في أوصافه، كما كان يحاكيه في أخلاقه التي امتاز بها على سائر النبيين، ووصفه محمد بن الضحاك فقال: " كان جسد الحسين يشبه جسد رسول الله صلى الله عليه وآله"، وقيل: إنه كان يشبه النبي صلى الله عليه وآلهما بين سرته إلى قدميه، وقال الامام علي عليه السلام : " من سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله ما بين عنقه وثغره فلينظر إلى الحسن، ومن سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله ما بين عنقه إلى كعبه خلقا ولونا فلينظر إلى الحسين ابن علي... ".

لقد أجمع الرواة أنه كان يحاكي جده الرسول صلى الله عليه وآله في أوصافه وملامحه، وأنه كان يضارعه في مثله وصفاته، ولما تشرف عبد الله بن الحر الجعفي بمقابلته امتلأت نفسه إكبارا وإجلالا له، وراح يقول: " ما رأيت أحدا قط أحسن، ولا أملا للعين من الحسين.. ". لقد بدت على ملامحه سيماء الأنبياء وبهاء المتقين، فكان يملا عيون الناظرين إليه، وتنحني الجباه خضوعا وإكبارا له.

 

الجانب الرباني من شخصية الإمام الحسين عليه السلام :

من الملفت للنظر في حياة الإمام الحسين عليه السلام أن هناك خصيصة بارزة في حياته علينا أن نكتشفها ونعتصم بها، ألا وهي ربانيته، وتجرده في ذات الله تعالى، وذوبانه في بوتقة التوحيد، وابتعاده عن أي غل أو شائبة مادية.

ونحن لو تعرفنا على هذه السمة في حياة أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، فإننا سوف لا نستطيع فقط أن نتعرف على جوانب شخصيته، بل سوف يكون بإمكاننا انتهاج نهجه، والاستنارة بسيرته، والرقي ولو بمقدار بسيط إلى تلك القمة التي كان عليه السلام قد سما إليها.

مقام الإمام الحسين مزار من قبل الملايين من العالم والطريق إلى تحقيق هذا الهدف واضح، فمن أراد الله تعالى فعليه أن يبدأ بأبوابه، وأبو عبد الله عليه السلام هو من أوسع هذه الأبواب، ومن أراد معرفة الحسين عليه السلام فلابد أن يبدأ بمعرفة ربه خالق السماوات والأرض.

والإمام الحسين عليه السلام لم يكن رجل حرب وبطل مواقف جهادية فحسب، وإنما كان يكمل مسيرته الجهادية بمسيرة عبادية. وفي هذا المجال يروى أنه قيل لعلي بن الحسين عليه السلام ما أقل ولد أبيك؟ فقال: "العجب كيف ولدت، كان أبي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة".

إن هذا الرجل العظيم الذي كان يتفرغ إلى الله ويبكي ويتهجد ليلاً، هو نفسه الذي حمل السيف في يوم عاشوراء، وصرخ بذلك الدوي الذي ما زال هتافه يحرك الملايين: "هيهات منا الذلة" فالإيمان هو الذي يحدد مسار الإنسان، وهو الذي يوجب عليه أن يسلم تسليماً مطلقاً، ويكيّف مواقفه بحسب ما يأمره به الله تعالى.

 

 

نبارك للامة الاسلامية جمعاء ذكرى مولد الذي اصبح شعارا لكل تضحية تقوم على الحق والعدل الامام الحسين (ع)