kayhan.ir

رمز الخبر: 14682
تأريخ النشر : 2015February06 - 22:34

أي حل لملف الصحراء؟

روعة قاسم

يؤكد كثير من الخبراء والمحللين والمهتمين بشؤون البلاد المغاربية، أن هذه الجغرافيا الساخنة والواقعة بين البحر المتوسط والصحراء الكبرى الافريقية مقبلة على أشهر عصيبة بداية من شهر أبريل/ نيسان القادم. فجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) حددت على ما يبدو هذا الموعد كأجل أقصى لتدارس إمكانية العودة إلى العمل المسلح ضد المغرب، والمتوقف منذ سنة 1991، بعد أن تعطل استفتاء تقرير المصير بإشراف منظمة الأمم المتحدة.

حيث تتهم جبهة البوليساريو المغرب بتعطيل إجراء هذا الاستفتاء الذي سيخير من خلاله الصحراويون بين الانضمام إلى المغرب أو الاعلان عن دولتهم المستقلة بما تضمه من ثروات طبيعية تثير أطماع الجيران والمستعمرين القدامى على حد سواء. كما إن هناك خيارا آخر قد يتاح أمام الصحراويين ولا تعارضه المغرب وترفضه جبهة البوليساريو رفضا قاطعا وهو الحكم الذاتي في إطار المملكة المغربية، أي ما يسميه البعض "منزلة بين المنزلتين”.

اعتداء

ويرى هؤلاء المراقبون أن أي استهداف للجيش المغربي من قبل جبهة البوليساريو قد تعتبره الرباط اعتداء من جارتها الجزائر على أراضيها ما قد يجر الجانبين إلى حرب شعواء لا تبقي ولا تذر تعيد إلى الأذهان مآسي حرب الرمال التي اقتتل فيها الجاران الشقيقان. وستساهم هذه الحرب إذا اندلعت، بحسب هؤلاء، في مزيد من تأزيم الأوضاع الملتهبة في المنطقة جراء ما يحصل في ليبيا وفي إقليم أزواد الطوارقي شمال مالي، وستجعل الجماعات التكفيرية تتحرك بحرية أكبر وتستهدف المدن الكبرى لهذه البلدان ومصالح الدول الغربية.

فالبلدان المغاربيان يمتلكان ترسانة ضخمة من الأسلحة بعد أن أنفقا الكثير على التسلح طيلة العقود الماضية وعلى حساب التنمية. وبالتالي فإن أي حرب قد تندلع بين الجانبين ستكون مدمرة لكليهما وستدخل المنطقة بأسرها في دوامة عنف تبدو في غنى عنها بعد موجة اللاإستقرار التي تسبب فيها ما يسمى "الربيع العربي”.

مخيمات تندوف

ويقيم اللاجئون الصحراويون في مخيمات قرب مدينة تندوف الجزائرية في قلب الصحراء القاحلة، ويعانون من ظروف قاسية على كافة المستويات والأصعدة. إذ ترتفع درجات الحرارة صيفا في هذه الصحراء المترامية لتصل إلى الخمسين وتنزل شتاء إلى ما دون الصفر ما يتسبب سنويا في وفيات في صفوف الأطفال وكبار السن.

ويقتات سكان المخيمات من الهبات والمنح التي تأتيهم سواء من الجزائر أو من دول أخرى بما في ذلك المستعمر الاسباني السابق.