kayhan.ir

رمز الخبر: 145555
تأريخ النشر : 2022January28 - 21:41

يخربون بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين

ما كشفته صحيفة الاخبار اللبنانية يوم الخميس  الماضي عن وثيقتين سريتين قد تكون جرس انذار للامارات التي تلعب بالنار وكأنها عزمت على الانتحار دون ان تعرف ما الثمن الذي ستدفعه على هذا الطريق وقد اخذتها العزة بالاثم  بما تمتلك من المال والاستقواء بالصهاينة الذين هم اليوم حيارى من امرهم والقلق ينتابهم من كل حدب وصوب من انهم كيف سيدافعون عن انفسهم اذا ما انهالت عليهم الصواريخ من محور المقاومة بدءا من لبنان وغزة وسوريا والعراق واضيف اليها اليوم اليمن؟!

فالوثيقة السرية الاولى التي كشفتها الصحيفة هو ايعاز محمد بن سلمان عام 2015 لفريقه للتخطيط لادارة اليمن بعد تحريره، اما الوثيقة الثانية تعود لعام 2021 تتضمن اتصالا بين وزير الدفاع الاميركي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيث يصر الاخير باهمية على انهاء "الحرب وفق قاعدة الخروج بكرامة".

فعلى حكام الامارات ان يستوعبوا الدرس السعودي القاسي الذي خطط مسبقا لادارة اليمن على انها ستحررها بعد اسبوعين او اسابيع كما وعدت الاميركان وان تطلب منهم بعد سبع سنوات ان ينزلوها من الشجرة؟!

اما السؤال الاهم ما الذي حققته السعودية بانفاقها لعشرات المليارات من الدولارات والخسائر التي تحملتها داخل عمقها بعد سبع سنوات من العدوان والغدر؟ لا شيء!!  وما الذي كسبته على الارض من انجازات سوى تدمير اليمن وقتل نسائه واطفاله وحرقه فاذا  كان الهدف من العدوان هذا؟ فقد تحقق؟!

محمد بن سلمان وبعد سبع سنوات من الحرب العجاف  ليس لن يحقق اي من اهدافه بل تقهقر يوما بعد يوم واصبح عمقه مكشوفا لدرجة ان صنعاء فرضت عليه ردعا استراتيجيا بات عاجزا على مواجهتها لا صواريخ باتريوت الاميركية ولا صواريخ اشقائه التي طلبها ستسعفه من الصواريخ والمسيرات اليمنية الحارقة؟!

كفى مكابره وعنجهية يا بن سلمان ليس هناك من ينزلك من على الشجرة فلا سبيل لك سوى ان تعترف بالهزيمة وان كانت مرة للغاية وان تلبي الشروط كما حددها زعيم انصار الله عبدالملك الحوثي: وقف العدوان فورا وخروج القوات الاجنبية وفك الحصار وفتح المطارات والموانئ.

فبعد العجز والفشل السعودي المميت في اليمن تبحث اليوم عن طو ق نجاة ولا نجات مالذى دفع بالامارات ان تخاطر بنفسها لهذه الدرجة  وبيتها من زجاج؟!  هل الغباء وحده ؟! ام الاملاءات الاميركية التي فرضت عليها بسبب ما يدور حول معركة مأرب والاميركان يعرفون جيدا ان سقوط مأرب بيد انصار الله الذين هم اليوم على مشارفها  يعني نهاية معركة اليمن وفشل المشروع الاميركي برمته.

وحسب  قراءتنا للاوضاع على الظاهر يبدو ان حكام الامارات لم يصحو  بعد من هول الاعصارين اليمنيين الاول والثاني الذي ضرب مطاراتها ومنشآتها الحيوية مكابرة وصونا لعدم انفراط المجتمع الاماراتي وفرار الشركات ورؤوس الاموال الاجنبية لكن في الخفاء هم اليوم يشعرون بخيبة امل كبرى لمستقبلهم الغامض. واذا ما واصلوا عدوانهم الباغي ردا للاعتبار كما يتصورون وهما فانهم سيقدمون على الانتحار واذا ما اتاهم الاعصار اليمني الثالث او الرابع فستعود الامارات الى عقد الستينيات من القرن الماضي وبالتالي ستكون مصداقا لهذه الاية الكريمة: "يخربون بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين".