kayhan.ir

رمز الخبر: 145158
تأريخ النشر : 2022January21 - 21:39

زيارة تتجاوز بثمارها علاقات البلدين

 

زيارة  الرئيس ابراهيم رئيسي  لروسيا والتي تعتبر اول زيارة خارجية له بعد توليه زمام الامور في ايران حظيت بأهمية كبرى في وسائل الاعلام ودوائر القرار في الاقليم والعالم، لما سيكون لها من انعكاسات وتاثير على موازين  القوى والعلاقات بين دول غرب آسيا، خاصة وان لقاءه مع الرئيس بوتين الذي استغرق ثلاث ساعات بحث فيها العلاقات الثنائية والقضايا في الساحتين الاقليمية والدولية كانت مميزة وهذا ما اقلق الغرب بشدة، خاصة اميركا المتضررة الاولى من تنامي العلاقات بين ايران وروسيا  والصين حيث تنظر اليهم بانهم يشكلون  التهديد الاكبر لها.

وخلافا لما يتصوره البعض الذين يدورون في الفلك الاميركي سواء في داخل ايران او  خارجها من ان هذه الزيارة تخدش بوجهة ايران في رفعها لشعار لا شرقية ولا غربية غافلين عن ان هذا الشعار اساسا هو عدم التبعية لهذا او ذاك وليس عدم التعامل معهم والامر الاخر انهم لا يميزون بين الشرق والغرب السياسي او الجغرافي. وما يفحم هذه الاصوات النشاز ان هذه السياسة طبقت في عهد الامام الخميني رضوان الله عليه حيث كانت لايران علاقات تجارية وسياسية مع الاتحاد السوفيتي مثلما كانت مع الدول الغربية. وللامام الخميني (قدس سره) مقولة معروفة "بان حثالات اميركا في  الداخل يزجون بالاتحاد السوفياتي كي يغطوا على جرائم اميركا"؛ وفي مقولة اخرى ان "حثالات الغرب في ايران قلة قليلة لكن ضجيجهم مرتفع".

والامر اللافت من لا يعلم في هذه الدنيا ان ايران الاسلام دولة مؤسساتية ذات قرار حر ومستقل لا تساوم على مبادئها وثوابتها وهي تتعامل الند بالند في علاقات متكافئة مع الجميع ولو كان غير ذلك لما عادتها اميركا بهذا الشكل الشرس والوحشي.

فخطاب الرئيس ابراهيم رئيسي امام مجلس الدوما الروسي والذي كان لافتا للجميع يؤسس لعلاقات استراتيجية ثابتة عبر التاكيد على "العنوانين العريضة لشراكة تعد لها ايران على ارضية ثابتة لتعاون طويل الامد مع روسيا." وان "مباحثاته مع المسؤولين الروس تنسجم مع الاهداف الكبرى للجمهورية الاسلامية".

واكد سيادته امام الدوما الروسي ان "الهدف المهم في سياستنا الخارجية هو اقصى قدر من التعاطي مع دول العالم خاصة الجوار او الحليفة المتطابقة سياساتها معنا". لكنه في نفس الوقت عرج على السياسة العدائية التي تنتهجها اميركا ضد الدول المستقلة معتبرا ان "سياسة فرض العقوبات الاقتصادية هو شكل من اشكال الهيمنة" وهذا يتطلب من الدول المستقلة ان تتعاون لمكافحة هذه الهمينة.

فالجمهورية الاسلامية ومن منطلق مصالحها الوطنية هي من تحدد خارطة طريقها للتعاون مع الاخرين خاصة روسيا والصين التي اجرت معهما مناورات الحزام البحري الذي سيكون له تاثير مهم في تعزيز الاستقرار والامن الاقليمي.

فالقرن الحالي هو بالتاكيد قرن القارة الاسيوية عبر التعاون البناء والاستراتيجي بين القوى الثلاث ايران وروسيا والصين التي باتت تفرض نفسها كقوة اقتصادية اولى في العالم متخطية القوة الاقتصادية  الاميركية التي هي في تقهقر مستمر.

فآسيا اليوم بما تمتلكه من امكانات وثروات هائلة اصبحت قطب الرحى في العالم كمنتج للطاقة ومركز اقتصادي فعال وهذا ما يجلب انظار العالم اليها كمركز مهم للاستثمار.