kayhan.ir

رمز الخبر: 145012
تأريخ النشر : 2022January18 - 20:59

حذاري فالتاليات أدهى وأمر

ضربة ابناء اليمن المؤلمة لمواقع العدوان الاماراتية ومنشآتها الحيوية يوم الاثنين بعشرات المسيرات والصواريخ لم تكشف عورة الامارات المتربعة على احدث الترسانات من التسليحات الغربية المتطورة بل كشفت عورة الغرب ودور قواعدها العسكرية وفي المقدمة اميركا التي تتواجد على الاراضي الاماراتية ايضا وبالتالي كان فشلا قاتلا لكل  اجهزة المنظومات الرادارية والصاروخية في التصدي للصواريخ والمسيرات اليمنية التي قطعت مسافة ما يقارب "1300 كيلومتر ناهيك عن عجز اجهزتها الاستخباراتية للكشف عن هذه الضربة الواسعة والمتعددة الابعاد.

لقد سبق وان حذرت صنعاء الامارات بان لا تلعب بالنار لكنها على ما يبدو استخفت بالتحذير، صحيح ان اليمنيين معروفين بالصبر لكن عليها ان تنأى بنفسها عن الغضب اليمني اذا ما تفجر فلن يبقى ولن يذر لانهم وكما قيل عنهم بانهم خير اجناد الارض. لذلك يتوجب على الامارات ان ارادت ان تتعايش مع بلدان المنطقة بسلام ان تنظر بجدية وبالف حساب لتحذير الاخير للناطق الرسمي باسم القوات اليمنية عقب هذه الضربة ولتسحب نفسها من الملف اليمني نهائيا وليس كما ناورت سابقا قبل ان تأتيها الاعاصير التالية  وليس كاعصار التاديب الذي هز مؤخرا اركانها واركان داعميها وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الذي اعلن رئيس وزرائها بان "خشيته من الصواريخ هذه المرة من اليمن وليس من لبنان وغزة."

هذا التحول المباغت في موازين القوى بين اليمن الصامد والصاعد وبين اعدائه من دول التحالف الغاشمة خاصة الامارات التي اخطأت الحسابات بالتاكيد تجاه هذا البلد المتواضع في امكاناته لكن المقتدر برجاله وشبابه المبدع والخلاق في تطوير استخدام المسيرات والصواريخ  الزهيدة الثمن في تهشيم احدث الاسلحة والتكنولوجيا الغربية المصدرة الى دول المنطقة.

فضربة اليمن الموجعة للامارات كانت بحق ضربة معلم وان تأخرت كثيرا كما يقول اصحاب القرار في  صنعاء لان الشعب اليمني ونخبه ومثقفيه واحزابه قد طالب بذلك من قبل لان اليمن لا يكن العداء للامارات وليس له معها حدود مشتركة او خلافات حتى تناصبها هذا العداء الشديد، فمالذي دفعها ان تشارك وبضراوة في حرب شرسة لتدمير اليمن دون مبرر؟.

وما يؤسف له وفقا لرؤية المراقبين فان محمد بن زايد لم يأخذ شيئا من سياسة ابيه الشيخ زايد الذي كان متوازنا في نهجه وقراره وتعامله الايجابي مع الاخرين بعيدا عن لغة العداء والصدامية، لكن الامارات اليوم وفي ظل سياسة خلفه اصبح يخضع لاملاءات الاخرين اقليميا ودوليا وحتى صهيونيا ولم يتعظ من تجربة قطر وغزة في سورية التي لعبت دور مطية للسعودية التي هدرت عشرات المليارات وفي النهاية ازيحت جانبا وكادت السعودية ان تدفعها للهلاك لولا وقوف دول العالم معها.

لكن المستغرب والمثير للتساؤل مالذي دفع بحكام الامارت ان يذهبوا لحد الانتحار في عدائهم للشعب اليمني الذي عرف عنه انه "صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليها احلام اعدائه واعداء الله." فمن الذي ورطهم ثانية وبهذا الشكل السافر والبغيض لارسال سفينة محملة بالسلاح الثقيل لقتل  الشعب اليمني وكذلك العمل على نقل ألوية العمالقة الى معارك مأرب وشبوة للاخلال بموازين القوى على ارض اليمن لصالح اعدائه وفي المقدمة اميركا والكيان الصهيوني اللذي يعلن جهارا نهارا ان استمرار المعارك في اليمن مصلحة اسرائيلية.

على حكام الامارات ان يعوا خطورة المرحلة ويسحبوا انفسهم من الرمال اليمنية قبل ان يغرقوا فيها وهذا ليس نهاية المطاف بل عليهم الاعتذار من الشعب اليمني وتعويض الخسائر لاعمار بلدهم وازدهارها.