kayhan.ir

رمز الخبر: 144188
تأريخ النشر : 2022January04 - 20:21

تنبيه صادم عن كثرة تناول الماء!

يتكون جسم الإنسان من 60% من الماء، ووجوده ضروري لأداء العديد من الوظائف، حيث تحتاج كل خلية إلى الماء من أجل أن تقوم بوظائفها الحيوية بشكل صحيح.

تشمل الوظائف والأدوار التي يقوم بها الماء حمل المغذيات إلى الخلايا، وطرد السموم، وتنظيم درجة الحرارة، والسماح للجسم بامتصاص واستيعاب المعادن والفيتامينات والأحماض الأمينية والغلوكوز والمواد الأخرى، كما أنه يرطب المفاصل، ويشكل اللعاب والمخاط ويعزز صحة الجلد.

يعد أيضاً أحد أفضل الحلول العلاجية لأي مرض، واستهلاك الكثير منه يفيد الجسم، لكن الأبحاث خلصت إلى أن الإفراط فيه ربما تسبب في الإصابة بالتسمم، وحدوث مضاعفات عديدة.

كمية كبيرة

يعرف الأطباء التسمم المائي بأنه اضطراب في الأداء السليم والسلس للدماغ، والذي ينتج عن شرب الكثير من الماء.

تحدث هذه الحالة نتيجة شرب الشخص كمية أكبر من قدرة كليتيه على التخلص منها وإخراجها، إلا أن الكمية ليست العامل الوحيد.

يعد الوقت الذي تشرب فيه كمية الماء عاملاً مهماً كذلك، لأن الكليتين يمكنهما أن تخرجا من 20 إلى 28 لتراً من البول يومياً، غير أنهما لا يمكن لهما إخراج أكثر من لتر واحد في الساعة الواحدة، لذلك لابد ألا يشرب الإنسان كمية كبيرة للغاية من الماء خلال وقت قصير.

يشير كذلك استهلاك الكثير من الماء إلى أن أداء الكليتين غير سليم، مؤدياً لحدث تسمم الماء والذي يتسبب بدوره في زيادة الحمل غير الضروري على عضلات القلب ويتسبب في خفض ضغط الدم.

تخفيف الصوديوم

يزيد شرب الكثير من الماء عن كميته التي توجد في الدم، إلى تخفيف الإلكتروليتات خاصة الصوديوم.

يساعد الصوديوم على الحفاظ على توازن السوائل داخل الخلايا وخارجها، وعندما تنخفض مستوياته إلى أقل من 135 مليمول لكل لتر تنتقل السوائل من الخارج إلى داخل الخلايا، ما يؤدي إلى تورمها، وبالتالي يمكن للدماغ أن ينتفخ، وبالاعتماد على حجم المضاعفات فمن الممكن أن يؤدي تسمم الماء إلى غيبوبة أو حتى الموت.

يترتب على التسمم المائي حدوث خلل في وظائف الدماغ، لأن شرب الماء بكثرة ربما يتسبب في زيادة كميته في الدم، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى إذابة بعض كهارل الدم، كالصوديوم.

يجب ألا تقل مستويات الصوديوم عن حد معين، وإلا أصيب الشخص بما يعرف بنقص صوديوم الدم، وهو ما يجعل السوائل التي كان يحافظ الصوديوم على بقائها خارج الخلايا تدخل إليها متسببةً في انتفاخها، ومن الممكن أن يكون هذا الأمر مميتاً إذا حدث في خلايا الدماغ.

الجنود والرياضيون

يتساءل البعض عن كمية الماء التي من الممكن أن تسبب الإصابة بالتسمم المائي، وبحسب بعض الدراسات فإن شرب كمية مياه تتراوح بين ثلاثة وأربعة لترات خلال وقت قصير يمكن أن يؤدي لظهور أعراض انخفاض الصوديوم في الدم وتسمم الماء.

تشير كذلك بعض التقارير إلى أن بعض الجنود ظهرت عليهم أعراض تسمم الماء بعد أن شربوا لترين من الماء في أقل من ساعة.

يعد اللاعبون المشاركون في المسابقات الرياضية الكبرى الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، لأنهم يضطرون إلى شرب كميات كبيرة من المياه عند القيام بالعديد من التمارين الشاقة، وبالتالي يصعب على الجسم والمخ تحملها، فتظهر عليهم أعراض التسمم المائي.

الأكثر دقة

تعتمد كمية الماء التي من الممكن أن يشربها الفرد يومياً على عدة عوامل، منها الوزن والنشاط البدني والحمل والرضاعة، وذلك لأنه ليس هناك كمية محددة من الماء لابد من شربها يومياً، كما يجب العلم أن الجسم يحصل على المياه من الطعام المحتوي على الماء.

يحتاج الجسم إلى المزيد من المياه لتعويض الكمية التي يفقدها نتيجة زيادة التعرق، وذلك عند ممارسة التمارين الرياضية المرهقة.

يمكن لبعض الناس الاعتماد على بعض التوصيات، فعلى سبيل المثال فإن الأكاديمية الوطنية للدواء في الولايات المتحدة الأمريكية تنصح بشرب 2.7 لتر يومياً للنساء، وبالنسبة للرجال فتوصي بشرب 3.7 لتر يومياً

يرجع البعض الآخر إلى قاعدة شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً، على الرغم من عدم وجود أساس علمي لهذه القاعدة، وآخرون يعتمدون على الشعور بالعطش ولكنه ليس أمراً دقيقاً أيضاً.

يعد حساب السعرات الحرارية التي يحتاج إليها الشخص في اليوم القاعدة الأكثر دقة في هذا الأمر، فمثلاً إذا كان الشخص يحتاج إلى 2000 سعر حراري يومياً، فإن احتياجه من الماء يساوي 2000 ملليلتر أي لترين.

عوامل مؤثرة

تؤثر كذلك الحالة الصحية للشخص في قدرة الجسم على التخلص من السوائل، ومن أمثلتها المرضى الذين يعانون ضعف عضلة القلب أو فشل القلب الاحتقاني.

تقل أيضاً قدرة الجسم على التخلص من السوائل عند الإصابة بالقصور في وظائف الكلى أو الكبد، أو في حالة وجود خلل هرموني.

تزيد بعض الأدوية من شعور المريض بالعطش، وبالتالي يحتاج إلى أن يشرب كميات كبيرة من السوائل، مثل مرضى الفصام أو عند تناول أدوية مدرات البول.

يجب استشارة الطبيب بكمية المياه التي يحتاج إليها الجسم، وذلك بالنسبة للحالات المرضية التي يصعب فيها على الكلى القيام بوظائفها في التخلص من المياه عن طريق البول.

خلايا متورمة

يؤدي شرب كميات كبيرة من الماء إلى دخول الجسم في مرحلة التسمم المائي، وبالتالي يزداد الضغط داخل الجمجمة بسبب خلايا الدماغ المتورمة، ما ينتج عنه بعض الأعراض المزعجة كالصداع والغثيان والقيء.

تزداد حدة الأعراض في حالات تسمم الماء الشديدة، وذلك نتيجة انخفاض مستوى الصوديوم في الدم، واضطراب المعادن.

تشمل هذه الأعراض ضعف العضلات والتشنج العضلي، وتشوش الرؤية أو ازدواجيتها، ويعاني المصاب الالتباس والحيرة والارتباك.

الهلوسات والضغط

يصاب كذلك بخلل في الوظائف الإدراكية، والحالة العقلية والنفسية، مثل الهلوسات والقيام بتصرفات غير ملائمة.

يعاني كذلك صعوبة التنفس أو عجزاً تاماً عن التنفس، كما يصاب بتغيرات وتقلبات مستمرة في ضغط الدم، وخلل في ضربات القلب، والتبول بكثرة، ودوخة حادة وتشنجات.

يمكن أن يتسبب التسمم المائي بحدوث نوبات تشنجية حادة، والدخول في غيبوبة أو حتى الموت في نهاية المطاف، وذلك في الحالات الحادة للغاية.

والأطفال عرضة للتسمم!

يكون الأطفال الرضع عرضة للإصابة بالتسمم المائي على الرغم من الاعتماد بشكل شبه كامل على الحليب الطبيعي أو الصناعي.

يرجع ذلك إلى قيام الأم بإدخال جرعات ماء للطفل غير محسوبة الكمية، أو عند محاولة الآباء تدريب الرضيع على السباحة منذ شهوره الأولى.

يمكن أن تتسبب زيادة كمية الماء في جسم الرضيع خلال التسعة شهور الأولى من عمره في مضاعفات خطيرة ربما كانت قاتلة.

تظهر على الرضيع بعض الأعراض التي يكون سببها الإصابة بالتسمم المائي، ومن ذلك تغير في سلوكيات الطفل، مثل ضعف الانتباه والدوار، وتشوش الرؤية، وضعف تنسيق العضلات، مع وجود تشنج ورفه فيها، والغثيان والقيء المتكرر، وعدم انتظام في التنفس.

خلال ساعة

يختلف الوقت الذي تظهر فيه أعراض التسمم المائي، وهناك من تظهر عليهم الأعراض المرضية خلال ساعة واحدة فقط.

تشير الدراسات الطبية إلى أن تناول كمية كبيرة من المياه خلال وقت قصير، كأن يتناول الفرد 3 أو 4 لترات ماء خلال ساعة واحدة يتسبب في انخفاض الصوديوم المفاجئ، وخلال ساعة واحدة فقط تظهر الأعراض.

يجب تشخيص التسمم المائي وعلاجه، حتى لا تتطور الحالة إلى مضاعفات أخرى خطيرة، ويشتمل العلاج على بعض الطرق البسيطة التي تساعد على إنقاذ حياة المريض.

السبب الرئيسي

تشمل هذه الطرق التوقف عن تناول المياه أو تناول السوائل الأخرى بكميات كبيرة، وتناول الأدوية التي تساعد على إدرار البول.

يجب علاج السبب الأساسي وراء مشكلة تسمم الماء، أو عدم قدرة الجسم على التخلص من الكميات الزائدة منه، مثل تناول بعض الأدوية التي تعمل على احتباس السوائل.

ينبغي أيضاً تعويض الجسم بالأملاح مثل الصوديوم في حالة النقص الشديد للأملاح، من خلال تناول الأطعمة المالحة.

نصائح مهمة

تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه يجب على الشخص ألا ينسى الحصول على احتياجاته من الأطعمة التي يتناولها يومياً كذلك، لا من الماء والسوائل فقط، والنصيحة التي يوجهها الأطباء هي الاستماع لما يقوله الجسم وشرب الماء فقط عندما يطلبه.

ينبغي ألا تزيد كمية الماء التي يشربها خلال الساعة الواحدة على لتر واحد فقط، وبصفة عامة فإنه لا توجد كمية محددة للشرب يومياً، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر.

توجد هناك حالات خاصة يجب فيها شرب الماء بشكل منتظم، حتى إذا لم تشعر بالعطش، ومنها على سبيل المثال السيدات الحوامل، وكبار السن والرياضيون الذين يبذلون جهداً كبيراً.

يجب مراقبة لون البول، فاللون الطبيعي يكون أصفر فاتحاً، وإذا كان داكناً فربما احتاج الشخص إلى شرب كميات أكبر من الماء، وإذا كان شفافاً فربما كان ما يشربه أكثر من احتياجاته.