kayhan.ir

رمز الخبر: 143930
تأريخ النشر : 2021December31 - 20:29

2022 عام الانتصارات وعام الانحسار الاميركي

ونحن نودع العام 2021 وامامنا ملف ضخم من القضايا الاستراتيجية التي تواجه العالم بدءا من منطقتنا ومرورا بوسط آسيا وانتهاء ببحر الصين واميركا الحاضرة والخاسرة الاولى في كل هذه الملفات لانحسار دورها المتزايد ليس اقليميا فقط بل عالميا ايضا بسبب جشعها ولهاثها للهيمنة دون ان تمتلك قدراتها السابقة بل هي اليوم في اضعف  حالاتها خاصة بعد انسحابها المذل والمخزي من افغانستان وانسحابها اللاحق والحتمي في العام الجديد  من العراق وسوريا وان لم تتدارك نفسها ستواجه هزيمة مذلة ومخزية اخرى على ايدي المقاومين في هذين البلدين وكذلك اوضاعها الاقتصادية سواء في الداخل بسبب تآكل بناها التحتية او على الصعيد الخارجي تراجعها امام النمو الاقتصادي  الصيني في افريقيا وآسيا وغيرها. واليوم اصبحت وبالتاكيد المنافس الاول لها ومع دخولنا للعام 2022 وخلال الاعوام القادمة ستتخطاها وتصبح القوة الاقتصادية الاولى في العالم من دون اي نقاش.

اما موقفها في المفاوضات النووية في فيينا والتي دخلت مع نهاية العام 2021 فترة الاستراحة  فهو لا يحسد عليه فايران تفاوضها من موقع القوة لامتلاكها الكثير من اوراق القوة وهي في نفس الوقت تنمي قدرتها الصاروخية الباليستية الدقيقة وكذلك برنامجها النووي وقد اطلقت مؤخرا صاروخ "سيمرغ" الى الفضاء

بنجاح وهو يحمل ثلاث شحنات بحثية.

فالعام الجديد بالتاكيد سيكون عام انتصار ايران في مفاوضات فيينا امام اميركا المتفلته والخارجة عن الاتفاقيات الدولية وستنتزع حقها النووي السلمي ومعها كل احرار العالم وشعوبها لاسترداد هذا الحق. وهذا الامر سينجر على محور المقاومة المتألق وسيسجل الشعب اليمني وباذن الله انتصاره الكبير والنهائي على التحالف الاميركي ـ السعودي البغيض وهكذا ستنهض سوريا في معركة الاعمار والنمو الاقتصادي بعد ان تحرر ما تبقى من اراضيها من الارهاب وتطرد المحتلين وهكذا انتصار لبنان المتوقع في الانتخابات البرلمانية القادمة على اعدائه في الداخل والخارج.

اما العراق فيستعيد عافيته بتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة بعيداً عن الضغط الاميركي المجبر على ترك هذا البلد صاغرا للقرار التاريخي للبرلمان العراقي.

والاهم من كل هذا وذاك تراجع الاستراتيجية العسكرية الصهيونية سواء امام محور المقاومة او ايران الاسلامية او مفاوضات فيينا وهذا  ما تجلى في التصريحات  الاخيرة لرئيس الوزراء الصهيوني بينيت حين قال ان "اسرائيل" لا تعارض الاتفاق النووي اذا ما تعهدت  الدول الكبرى بأمتها.

اما ما يميز هذا  العام عن الاعوام السابقة بوضوح هو تكريس التعددية القطبية في العالم حيث بات الانحسار الاميركي في تزايد مستمر وفي كل الميادين ازاء تعاظم الاقتدار الصيني والروسي وهكذا الايراني في المنطقة كامر واقع لاغبار عليه.