kayhan.ir

رمز الخبر: 142405
تأريخ النشر : 2021December06 - 20:56

تموضع الامارات .. قناعة ام تحت الضغط

يرى الكثيرون ان قفز الامارات على لعبة التناقضات في المنطقة اصبحت ورقتها الرابحة بعد ان خسرت خيار تصدير الازمات والفوضى الى دولها في اطار اللعبة الاميركية السعودية لايجاد موطئ قدم لها في المنطقة لكنها لم تجن منها اي شيء سوى الخسارة المكلفة بالمليارات ناهيك عن انعكاساتها السلبية التي ستتوالى استحقاقاتها لاحقا.

فما استقرت عليه اليوم هو استبدال الاسلوب السلبي في التدخلات بالايجابي للوصول الى الاهداف المرجوة وقد انفتحت على دمشق اولا عبر زيارة الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية ثم تلتها زيارة الشيخ طحنون الى انقرة وقطر والرياض لتتوج بزيارة ولي العهد الشيخ محمد بن زايد اليها رغم ما كانت تعتري هذه العلاقات من تناقضات بسبب ملف الاخوان المسلمين.

اما ان تتوجه الامارات الى طهران في خضم هذه التناقضات من جهة وتطبيعها مع العدو الصهيوني من جهة اخرى والذي يتعارض اساسا مع السياسة الايرانية التي ستقطع الطريق على اي تغلغل صهيوني في منطقة الخليج الفارسي امر يجب التوقف عنده. فالامارات كغيرها من دول المنطقة قد حشروا في زاوية لابد من ان يقدموا اوراق اعتمادهم لاميركا من خلال التودد للكيان الصهيوني كشهادة حسن سلوك ترضى عنها.

فالعلاقات الايرانية الاماراتية التاريخية كانت على الدوام ودية وان تخللتها محطات سياسية سلبية وبالطبع لسنا هنا بصدد نبش الماضي لكن ايران كانت دائما تتطلع الى الامام لبناء علاقات ايجابية مع دول الجوار خاصة في منطقة الخليج الفارسي كقدر محتوم في اطار مبادئها وسياستها بأنه من غير الممكن ارساء الامن والاستقرار فيها من دون التعاون بين ابنائها وهذا ما اشار اليه ايضا الشيخ طحنون بن زايد في زيارته الحالية لطهران حيث اكد ان اولوية سياسة الامارات الخارجية هو تطوير العلاقات مع الجمهورية الاسلامية في ايران وما كان لافتاً في تصريحه حول مكانة ايران الاستراتيجية هو تمتعها بموقع جيوسياسي فريد يربط شرق العالم بغربه، وهذا يدلل على ان الامارات رسمت استراتيجية جديدة في بناء علاقات متطورة مع ايران وفي جميع المجالات خاصة الاقتصادية ومنها تصدير البضائع عبر ايران الى تركيا ودول اخرى وبالعكس، بعد التلكؤ الحاصل في الطريق البحري لتكاليفه ولمشواره الطويل اضافة للمضايقات التي تتعرض لها الامارات من قبل النظام السعودي الذي يريد تفعيل موانئه في البحر الاحمر في اطار المنافسة على زعامة دول مجلس التعاون ونقل الشريان الاقتصادي من دوبي الى موانئه وهذا ما لا ترضخ له الامارات التي تسعى على الدوام الخروج من العباءة السعودية وخيمة الاخ الاكبر كما فعلت قطر من قبل ونأت بنفسها كل من الكويت وعمان عندما ارادت فرض الاتحاد على هذه الدول.

فالسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي دفع بالامارات ان تتموضع من جديد في المنطقة هل القناعة بما استشفتها من خلال التطورات المتسارعة وفي المقدمة الاقتدار المتصاعد لمحور المقاومة والتراجع الاميركي المجبر على الانسحاب من المنطقة بعد ان خسر اكثر من سبعة تريليون دولار دون جدوى ام مجموعة الضغوط التي تعرضت لها من هنا وهناك قد دفعتها للتموضع الجديد وهناك من يقول كلا الامرين واي كانت الاسباب فطهران ترحب باي جهد وتعاون ايجابي يصب في مصلحة شعوب ودول المنطقة ويعزز من امنها واستقرارها بعيدا عن التدخلات الاجنبية التي لا تجلب سوى التوتر والازمات وهدر المليارات من الدولارات دون جدوى.