kayhan.ir

رمز الخبر: 142086
تأريخ النشر : 2021December01 - 20:11

مع المزيد من التشدّد السعودي هل يتجه لبنان إلى خيارات جديدة؟

عمر عبد القادر غندور

يبدو أنّ مملكة آل سعود في شبه الجزيرة العربية ماضية في حربها على لبنان لتركيعه، ومخطئ من يظنّ انّ تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي عن رأيه في حرب السعودية على اليمن هو سبب الحملة السعودية الخليجية على لبنان.

 ومن تتبّع مسار العلاقات بين لبنان والسعودية تبيّن له انّ العلاقة بين البلدين بدأت بالتوتر والتراجع منذ عشر سنوات بفعل الأحداث العنيفة التي شهدتها المنطقة من إيران الى العراق الى سورية الى لبنان الى اليمن… وكلها دول مجاورة للخليج والسعودية، فضلاً عن التنظيمات الإرهابية وكلها بحاجة الى الرعاية والتمويل، وتحمل ايدلوجيات قد تختلف او لا تختلف مع مجموعة الدول القائمة في المنطقة وخاصة السعودية.

 وقد عبّر وزير الخارجية السابق شربل وهبة في حديث الى تلفزيون «الحرة» فقال: «دول المحبة والصداقة والأخوة جلبوا لنا تنظيم الدولة الإسلامية وزرعوه في سهول نينوى والأنبار وتدمر والبقاع»!

إذن الحكاية ليست «بنت ساعتها» بل جملة متناقضات أرادت السعودية تسييلها على النحو الذي رأيناه، وهي مصمّمة على المضيّ في مواقفها بحيث نفضت يدها، لا بل تشتغل لتعميق الخلافات بين لبنان والأقطار الخليجية كالبحرين والكويت طالما حزب الله في قلب المعادلة اللبنانية.

في المقابل حرصت الدولة اللبنانية من رئيس الجمهورية الى رئيس الوزراء الى كبار المسؤولين على أفضل العلاقات مع الدول الخليجية وخصوصاً السعودية، والاحترام المتبادل، وصرّح أكثر من مرة انّ كلام الوزير قرداحي لم يمثل موقف الحكومة اللبنانية. ومع ذلك تواصل المملكة الضغط وقد تفرض عقوبات على شخصيات لبنانية، رغم زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الى بيروت الذي يسعى الى ترطيب الأجواء وإعادة وصل ما انقطع، واكد له الرئيس ميقاتي مجدّداً انّ كلام قرداحي لا يمثل الحكومة…

حتى زيارة الرئيس الفرنسي الى السعودية لن تثني السعودية عن موقفها.

 ولا شك انّ لبنان الذي يعيش أخطر أزماته الاقتصادية خسر تحويلات خليجية تتراوح بين مليارين وثلاثة مليارات دولار، ويعمل نحو ٣٦٠ ألف لبناني في الخليج نصفهم في السعودية بالإضافة الى خسارة ٦٠% من الصادرات اللبنانية الى السعودية، إضافة الى ما يعانيه لبنان من فقر وهروب الاستثمارات وفقدان آلاف فرص العمل، ماذا عساه يفعل لبنان؟

 في مثل هذه الحالة هل يُلام لبنان إذا اتجه للتعامل مع آخرين لم يسبق ان تعامل معهم من قبل؟ وإذا كانت إيران تشكل حساسية ووسوسة ووجع رأس للبعض فلا بأس من التوجه الى دول أخرى غير إيران، وهو مضطر للتطلع والبحث عن أسواق أخرى لتصدير منتوجاته وتشريع التعاطي والتعاون في مختلف المجالات السياسية وغير السياسية لبقاء لبنان .

 وهل يمكن للبنان الدولة أن يقهر من فشلت أميركا و«إسرائيل» في قهره؟

 والأهمّ من ذلك كله أن لا يضحي لبنان بكرامته وعزة نفسه لمن يريد تركيعه؟