kayhan.ir

رمز الخبر: 141702
تأريخ النشر : 2021November26 - 20:24

التسويات في سوريا لصالح 'ايران' أم 'روسيا' أم.. ؟!

تحاول وسائل الاعلام الغربية وكذلك العربية الكارهة للاستقرار في سوريا، تصوير أي تحرك جديد في سوريا وكأنه صراع بين حلفاء دمشق أو ضعفا من الاخيرة، في حين ان مايجري ليس إلا خطوات على المسار الصحيح لإعادة تأهيل البلد والقيام به من ما أصابه جراء الحرب العسكرية التي شُنَّتْ عليه بأموال البترودولار والحرب الاقتصادية التي مازالت قائمة ضده برعاية امريكية.

تدحرجت كرة التسويات في سوريا في الآونة الاخيرة بنجاح بدءا من مدينة درعا (جنوبا) ذات الوضع المعقد، وصولا الى دير الزور (شرقا) بدءا من الريف الشرقي في مدينة الميادين، وفي حين تعكس هذه التسويات انطلاق دمشق نحو إعادة الانسجام الاجتماعي وتثبيت الاستقرار في عموم البلاد، فإن وسائل الاعلام المعادية للشعب السوري تسعى جاهدة للترويج بأن مايحدث هو صراع بين حلفاء دمشق ايران وروسيا على النفوذ، في حين ان ما يحدث من تسويات يتم مباشرة من قبل القوى الامنية السورية وبحضور شخصي من رئيس المخابرات العامة "حسام لوقا"، وبمساعدة روسية وايرانية حيث تحظى ايران بسمعة طيبة منذ بداية الحرب في مناطق شرق سوريا، وكان لأهالي هذه المناطق دورهم في طرد داعش وكسره في تلك المناطق بمساعدة المستشارين الايرانيين.

وسائل الاعلام المتآمرة هذه هي نفسها التي روجت قبل أيام للقول بأن سحب تعزيزات من الفرقة الرابعة من درعا هي تراجع لايران في هذه المدينة في حين ان التعزيزات جاءت وقت الحاجة وانسحبت بعد غياب هذه الحاجة ولا علاقة لايران لا من قريب ولا من بعيد بها، وافرقة الرابعة معروفة بأنها تشكل القوات الخاصة الضاربة في الجيش السوري وتتواجد في أي مكان تطلب إليه، هذه الوسائل كررت المحاولة عندما أطلقت قبل أيام شائعات عن انسحاب ايران من حمص ومطار التيفور (T4) وهذا أيضا كذبة مضحكة فالوجود الاستشاري الايراني لايحتاج لانسحابات وتموضعات وكأنها جيوش، واليوم حاولت هذه الاطراف المتآمرة القول بأن التسويات هي "تمدد روسي على حساب ايران"!، في حين ان التسويات والمصالحات ليست وليدة الساعة وليست شيئا جديدا فقد جرت سابقا في الغوطة الشرقية وقبلها في حمص وكلها إما بوساطة روسية أو ايرانية، ولمن لايفهم الميدان ولا السياسية فهذه الاستراتيجية تعيد سيطرة الدولة السورية الجعرافية والديمغرافية وتعيد الصلح الاجتماعي لهذه المناطق وأول ما تضمنه هذه التسويات الامن لهذه المناطق عبر تسوية أمور المواطنين وحل مشكلاتهم الامنية وإعادة حكم القانون، وبالتالي هي مصلحة للسوريين وضرورة أكيدة للبدء بمرحلة اعادة الاعمار الضرورية في البلاد.

التسويات هي مصلحة سوريا ويجب ان تبقى مستمرة وان لاتتوقف في عموم سوريا الى ان تصل الى إدلب شمال غربي البلاد، وهذه السياسة تنفذها الدولة السورية ومدعومة من لحلفاء بقوة سواء روسيا أو ايران، وهي مصلحة سورية بامتياز، وأما خزعبلات الاعلام الأمريكي ونظيره العربي المتأمرك فهي لن تفيدهم ولن تؤثر على المواطن السوري الذي يعرف مصلحته ويعرف الحقد السياسي الذي يستخدمه الآخرون ضده بعد ان فشلوا في كسر صموده عسكريا واقتصاديا.