kayhan.ir

رمز الخبر: 141272
تأريخ النشر : 2021November19 - 20:09

من سيلجم المسعور الذي يثير الغبار امام محادثات فيينا؟

ان الذي يريد ان يذهب الى المباحثات عادة يهيأ الاجواء بهدوء حتى يعود اليها بطريقة معينة، الا ان الاطراف التي ستذهب الى فيينا يعلو سقفها خاصة الدول الاوروبية الثلاث والولايات المتحدة الامريكية، وتلعب لعبة الضغوط المكشوفة لدى ايران.

ويرى مراقبون، ان الضغوط الاوروبية والامريكية على ايران تأتي نتيجة ثبات الموقف الايراني بشأن الاتفاق النووي، ودفع ايران الى تقديم المزيد من التنازلات خاصة بعدما اعلنت طهران ان هدفها من محادثات فيينا القادمة، هي اسقاط العقوبات ولن تتطرق الى مواضيع اخرى.

واعتبروا ان هناك نقطة مهمة في محادثات فيينا القادمة، هي ان الوفد الايراني المفاوض هو وفد جديد، وهي اولى جولة له منذ وصول الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، واعتبروها بالامر الهام جداً، على اعتبار ان الطرف الاوروبي المفاوض لم يختبر بعد المفاوض الايراني الجديد، واساليبه ومناوراته وما هي اهدافه الحقيقية والظاهرية المعلنة.

واوضحوا، انه من الطبيعي في هذه الحالة ان يمارس كل طرف ضغوط ما. فعلى سبيل المثال كشفت ايران منذ فترة عن مخزونها من اليورانيوم وتحدثت عن تخصيب بدرجة 60 او 65 بالمئة، موضحين ان الاعلان الايراني يدخل ضمن الاوراق التي تلعبها الجمهورية الاسلامية في اطار التحضير لموضوع محادثات فيينا، في مقابل بعض الاطراف التي تسعى لعرقلة محادثات فيينا، كالاسرائيلي وبعض الدول الخليجية وحتى بعض الاطراف داخل الولايات المتحدة الامريكية، مشيرين الى ان هذه الاطراف تسعى لرفع السقف من اجل احداث نوع من العرقلة امام محادثات فيينا، والتي لم تتوقف عند التهديدات العسكرية وخاصة من قبل الاسرائيلي وهذا ما تجلى في مناوراته الاخيرة.

من جانبهم، اكد دبلوماسي ايرانيون سابقون، ان الهدف من لعبة ضغوط الاطراف الاوروبية الثلاث والولايات المتحدة الامريكية على ايران قبيل محادثات فيينا المرتقبة، هي من اجل خلط الاوراق في الموضوع النووي، في ظل الاصرار الايراني على استئناف محادثات فيينا من النقطة التي خرجت فيها امريكا من الاتفاق النووي، وقطع الطريق امام الاطراف الاوروبية والامريكية التي تحاول خلال محادثات فيينا القادمة الضغط لادخال بعض الشروط الجديدة على الاتفاق النووي، واعادة صياغته من جديد للحصول على امتيازات خارج اتفاق 5+1.

في السياق ذاته، اكد خبراء، ان هناك عاملين فيما يخص محادثات فيينا القادمة حول الاتفاق النووي مع ايران، ما بين ما يسمى المعجم السياسي الغربي السري والعلني، مشيرين الى ان هناك عدة اطراف تتدخل من اجل عرقلة هذه المحادثات.

واعتبروا ان هناك اطرافاً اخرى تدخل على خط الاتفاق النووي ليصل العدد الى 7+1 وليس 1+4 كما كان في السابق. فمن هي هذه الاطراف؟

وتابع هؤلاء الخبراء يقولون: ان الطرف الخامس هي الادارة الامريكية ادارة ترامب وادارة بايدن وهي الموجودة في المفاوضات الجارية مع ايران وان لم تكن علنية ورسمية ولكنها موجودة حتى ولو في غرفة الفندق الجانبي، اضافة الى ان هناك طرفين آخرين ولذلك تعتبر المفاوضات بين 7+1.

وبينوا، ان الطرف السادس المخفي الغير موجود في الغرفة، هو كل اولئك الصقور الامريكيين الممثلين بمجموعات ترامب، الصهيونية المسيحية المتطرفة المتشددة الراديكالية، صهيونية أكثر من هرسل وجابوتنسكي معاً، وهي موجودة من ما خلفته ادارة ترامب، وايضاً هناك لوبي مهم يجتمع معهم مؤلف من بعض اعضاء الكونغرس اليهود وغير اليهود يسمون بالصهاينة الديمقراطيين.

واما المفاوض السابع الغير موجود ايضاً في الغرفة، هو كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي يمارس الدور المخفي، مؤكدين ان كل ما يجري الان في حملات الاعلام ضد ايران كله يصب لارضاء الاحتلال الاسرائيلي بسبب ضغوطاته واعمال ونشاطات اللوبي الصهيوني في الغرب وفي امريكا.

ويعتقد هؤلاء الخبراء، انه وفقاً لقنوات معتبرة، اكدت ان ادارة بايدن تريد ان تعود الى الاتفاق النووي مع ايران الامس قبل الغد، وان ترفع العقوبات، ومعها اوروبا كبريطانيا والمانيا وفرنسا الذين ابدوا استعدادهم الى العودة الى الاتفاق النووي وان يرفعوا العقوبات، مذكرين بان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي مانوئيل ماكرون ورئيسة الحكومة البريطانية السابقة تيريزا ماي كلهم حجوا الى البيت الابيض في محاولة لاقناع ترامب بألا يخرج من الاتفاق النووي.

وشدد الخبراء على ان المشكلة والمعضلة الكبرى هو الضغط اللوبي الصهيوني المؤلف من ادارة الاحتلال في فلسطين ومن اللوبي في امريكا وفي بعض العواصم الاوروبية بما فيها بريطانيا وفرنسا، لافتين الى ان هناك لعبة في الاعلام تروج بانهم حاولوا الضغط على ايران، والان عدنا الى اتفاق جيد، وهذا كله لارضاء حكومة الاحتلال المسعور نفتالين بينيت والذي لا يقل خطورة وفاشية ويمينية وتطرفاً من نتنياهو، لكنه اقل فطنة ودهاء منه لانه كان اصلاً تلميذه.

ويرى الخبراء، ان النتيجة ستكون هي عودة ادارة بايدن واوروبا الى الاتفاق النووي لانها تريد ذلك وتلبية شروط ايران وان تكون المسألة في اطار الماضي وان يتقدموا في اقتراحهم من اجل ايجاد انفراجة، مؤكدين ان الطرف الرابح في هذه الجولة ستكون هي ايران بالمجمل، نتيجة الحنكة الدبلوماسية التي تتمتع بها والتي اظهرتها سابقاً وستظهرها حالياً، وبالتالي فان المسألة تعتبر مسألة وقت حتى يختفي كل الغبار المفتعل في اطار حملات سلبية لشيطنة ايران.

    لماذا تتزايد الضغوط قبيل محادثات فيينا؟

    ماذا يراد من التهديدات العسكرية وحملات التحريض؟

    كيف تتعامل الجمهورية الاسلامية مع هذه الحملات المغرضة؟

    وما الثوابت في مواقفها تجاه المباحثات بشأن الاتفاق النووي؟

العالم