kayhan.ir

رمز الخبر: 140585
تأريخ النشر : 2021November07 - 20:16

مأرب.. تقلق واشنطن وتؤرق الرياض و"تل ابيب"

من الطبيعي ما يحدث اليوم في على تخوم مدينة مأرب الاشبه بالمطوقة من قبل انصار الله ينعكس على عموم المنطقة وخارطتها التي تنذر بالمفاجأت خاصة وان القلق بات يدب في الادارة الاميركية مما اضطر مبعوثها في الشأن اليمني للاعتراف بان "انصار الله يوشكون للسطيرة على مارب وهذا الانتصار سيكون نقطة تحول في المنطقة". وقد ذهبت "فارين باليسي" الاميركية الى ابعد من ذلك عندما نشرت مقالا بقلم مساعد الخارجية الاميركية في عهد ترامب حيث يؤكد "بأن اعداء اميركا سينتصرون في اليمن عاجلاً ام آجلاً وعلى واشنطن ان تتأقلم مع انتصار انصار الله".

هذه التصريحات وان كانت باهضة الثمن لواشنطن لكنها في الواقع البوابة لتهيئة الراي العام الاميركي لحدث قد يسبب له صدمة كبيرة. فانتصار انصار الله في مارب هو هزيمة لواشنطن قبل ان تكون هزيمة للسعودية والامارات ومن تحالف معهما في وقت يعلم العالم بان اميركا لم تبخل بأي شئ من الدعم التسليحي واللوجستيكي المخابراتي لتحالف العدوان على اليمن المتواضع بامكاناته وقدراته.

والطرف الاخر والاكثر قلقا وهلعا من الاميركان عما يدور في مارب هو الكيان الصهيوني الذي سيفقد مصالحه في البحر الاحمر ويتعرض للمضايقة في مضيق باب المندب بعد تقدم انصار الله في الساحل وصولا للمضيق. وقد وصفت صحيفة جيروزاليم بوست بان "مارب هي انطلاقة لحرب شاملة ضد اسرائيل واميركا".

فتحرير مأرب باتت تقترب من نهايتها وهذا يعني الكثير الكثير بالنسبة للطرفين لما تشكله هذه المدينة من موقع استراتيجي كأخر معقل تحتله السعودية في الشمال ومرتزقتها من الاحزاب الرئيسية الستة والتي صحت على نفسها مؤخرا من ان الجيش السعودي اصغر من يوفر لها الحماية او تصمد امام زحف انصار والجيش اليمني لذلك اصدرت بيانا انتقدت فيه بشدة النظام السعودي بأبشع العبارات وهي تعلن صراحة بأن "الرياض قد تركتنا لوحدنا في الميدان." وهذا التطور يعتبر نقطة تحول كبيرة في الساحة اليمنية التي تصب لصالح انصارالله الذين تريثوا كثيرا في اقتحام مدينة مأرب حفاظا على ارواح اهالي المدينة والحيلولة دون اراقة دماءهم وهذا ما انعكس ايجابيا على قبائل المنطقة وشيوخها وهذا ما زاد من وعيهم تجاه المخططات السعودية الخبيثة لتدمير بلادهم لذلك توجه 1500 من شيوخ قبائل وفعاليات مديرية العبدية الى صنعاء للقاء زعيم انصارالله السيد عبدالملك الحوثي والاعلان عن التحاقهم باللجان الشعبية للدفاع عن الوطن بعد ان غررت بهم السعودية وهذه ضربة قاصمة اخرى لها التي باتت تلفظ انفاسها الاخيرة في مأرب وهذه التطورات ستدفع بالامور الى انتهاء الحرب الظالمة التي استمرت عبثاً لسبع سنوات.

فالمشهد الاقليمي ما بعد مأرب بالتاكيد لن يكون كما قبله لأن نتائج هذا الانتصار العظيم سيغير في خارطة المنطقة لصالح محور المقاومة وبالتالي سيولد هلعاً وقلقاً متزايدين في عواصم الشر بدءا من واشنطن ومرورا بالرياض وانتهاء بتل ابيب.