kayhan.ir

رمز الخبر: 139829
تأريخ النشر : 2021October26 - 20:33

العرب يدقون ابواب دمشق وليس العكس

ما افصح عنه مسؤول سوري كبير لقناة الميادين خلال الايام الاخيرة حول الانفتاح العربي المفاجئ على دمشق، لم تكن اعتباطية، ليضع الراي العام العربي والاقليمي وحتى السوري في مجريات الاحداث وطرح هذا السؤال ما الذي تبدل وتغير ليعود العرب الى دمشق بعد عشرية النار التي كانت تحت ظل الحرب الكونية؟ فهؤلاء العرب الذين ينفتحون اليوم على سوريا هم نفسهم الذين خذلوها وقاطعوها وطردوها من الجامعة العربية بل ذهبوا الى ابعد من ذلك فمولوا ودعموا وسلحوا الارهابيين وارسلوهم الى سوريا وفعلوا المستحيل لاسقاط الدولة السورية  لا لشيء سوى عزلها عن محور المقاومة وابعادها وبالتالي  انتقالها الى الضفة الاخرى اي الدول  المنبطحة للعرب.

فرسالة المسؤول السوري الكبير للعرب بليغة جدا بأن سوريا التي تحملت اعباء الحرب الكونية لمدة عشر سنوات لم و لن تتزحزح  عن مواقفها المبدئية والثابتة من القضايا العربية خاصة الفلسطينية، هي الاولى اليوم ان تكون اكثر ايمانها تمسكا بمبادئها الثابتة تجاه هذه القضية ولا يمكن "ان تقايض ذلك على حساب العلاقات او الروابط الاقتصادية والتجارية. فالمسؤول السوري الكبير جدد مواقف بلاده الثابتة بأنه لا مساومة ولا تنازل ولا تطبيع مع "اسرائيل".

اما المحور الثاني الذي تحدث عنه المسؤول السوري الكبير  كان العلاقة الاستراتيجية مع ايران التي كانت على انسجام تام وقد وقفت بجانب سورية يوم خذلها العرب ولم يديروا ظهرهم لها بل وجهوا رماحهم صوبها.

لكن العلامة الفارقة في هذا الموضوع ان العرب الذين تكالبوا  على سوريا بداية الحرب كانت احد بنودهم قطع العلاقة مع ايران وحزب الله، لكن اليوم لم تعد طهران تطرح على اية مائدة للتفاوض من قبل العرب وهذا اصبح خلف ظهورنا بسبب التطورات الكبيرة والمصيرية التي شهدت المنطقة خلال السنوات الاخيرة واولها هزيمة المشروع الاميركي الذي كان هدفه الهيمنة على دول المنطقة ومقدرتها ونهب خيراتها ونفطها وهذا ما نشهده اليوم في سوريا والعراق.

اما المحور الاهم في حديث المسؤول السوري الكبير هو افشال سوريا لكل اهداف الحرب الكونية التي شنت على بلده من قبل 80 دولة تتزعمها اميركا والدول الغربية والادوات في المنطقة لكن صمود الشعب السوري وقيادته الحكيمة وجيشه والقوى المتحالفة معه دحر العدوان وافشل مخططاته وتم القضاء على المجموعات التفكيرية من مختلف توجهاتها بما فيها داعش الارهابية ولم توجد اليوم الا بعض الجيوب في ادلب التي يوفر لها الجيش التركي الحماية والذي هو وجوده غير شرعي وعليه مغادرة الاراضي السورية قبل ان تضطر على الانسحاب  تحت وابل النيران.

وما هو لافت في هذا المجال  ان العرب هم من سيعودون الى دمشق وليس العكس وهذه مفخرة تحسب لسوريا من انها كانت على الحق وتدافع عن سيادتها وارضها وها هي اليوم تمتلك اليد الطولى في ترتيب المنطقة خاصة وان هؤلاء العرب قد صدموا من المواقف الاميركية في احلك الظروف التي مروا بها وقد فقدوا الثقة بها تماماً وبدعمها الذي عادة ما كانت تتنصل عن عملائها في الدقيقة التسعين.