kayhan.ir

رمز الخبر: 138610
تأريخ النشر : 2021October02 - 20:26

المشروع الطوراني المتهالك

الذي فجر الازمة الاخيرة بين ايران واذربيجان هو التغلغل الصهيوني الواسع في اذربيجان حيث فقد هذا البلد قراره السيادي واصبح تحت رحمة الكيان الصهيوني خاصة بعد ان لعب هذا الكيان مع تركيا دورا فعالا في استرجاع بعض الاراضي الاذربيجانية من ارمينيا اذ لم يكتف بالتغلغل عسكريا واقتصاديا واعلاميا وامنيا بل ذهب الى ابعد من ذلك ليستخدم الاراضي  الاذربيجانية  محطة لاهدافه المشؤومة للاضرار  بايران عبر التواجد في قاعدة قرب باكو حيث يوجد فيها مئات العناصر  من العسكريين الاسرائيليين وكذلك استجلاب ما يقارب الالفين من عناصر داعش قرب الحدود الايرانية والاكثر من ذلك هو انشاء محطات وقواعد رادارية متطورة قرب الحدود مع ايران للتجسس عليها والتاثير على ارادتها وهي بالتالي خطوة عدائية  سافرة مقصودة من قبل اذربيجان تجاه ايران  وكل ذلك لن يكون بعيدا عن التحريض التركي الذي يهدف الى اشغال ايران وابعادها عن الساحة السورية خاصة وان اردوغان يواجه  اليوم ازمة خانقة كما واجه اخفاقات كبيرة في العراق وسوريا ولبنان وليبيا وبالتحديد كان تهديد بوتين الاخير في سوتشي بان يخرج من ادلب لذلك يحاول عبر اذربيجان هذه الورقة المحروقة تحسين صورته المتهرئة الا انه لن يحصد سوى المزيد من الخيبة والخذلان في اذربيجان كما حصل له في دول المنطقة.

يبدو ان الرئيس اردوغان ومعه الرئيس علييف المرعوب  من غضبة الشارع الاذربيجاني المعترض على سماحه للكيان الصهيوني باستباحة الاراضي الاذربيجانية للاضرار  بايران والسعي لاحياء مشروع "طوران العظيم"! التي هي خطة تركية مزيفة للانقضاض على الاراضي  العثمانية حسب زعمهم.

ولا ننسى ان الكيان الصهيوني والعربية السعودية  التي  اقدمت حديثا على تاسيس قناة فضائية باسم  "ترك نشنال" لبث سمومها في اوساط القومية الاذرية، وبالطبع من ورائهما اميركا المجرمة التي تريد من خلال التطبيل لمثل هذه المشاريع المزيفة باسم القومية الانتقام من الاسلام الاصيل الذي رفعت لواءه ايران خفاقا عاليا وابعاده عن الساحة السياسية للعالم الاسلامي ولكن هيهات هيهات ان ينالوا من ذلك.

ان الوجود الصهيوني المقيت على الاراضي الاذربيجانية  ونشاطه المشبوه في كافة قطاعاته هو تهديد مباشر للامن القومي الايراني وهو مرفوض جملة وتفصيلا ولا يمكن ان تتحمله ايران بالمطلق  وستقدم على اي اجراء يستلزم الامر لردع  الصهاينة وحكومة اذربيجان التي تتساوق مع النظرة العدائية لايران وهذا ما يعارض مبادئ الجوار والاحترام المتبادل.

 كل ما سقناه هو ما تتناولته وسائل الاعلام، اما ما خفى هو اعظم من ذلك وهذا ما يعترف به الرئيس علييف في احد احاديثه المسربة بان "80 % في العلاقات بين اذربيجان "واسرائيل" هي تحت الارض" وهو يعني ما يقول. فما اقدمت عليه ايران من خلال مناوراتها الضخمة شمال غرب  البلاد وعلى الحدود  مع اذربيجان، هي  في اطار حقوق ايران السيادية والوطنية بهدف الاستعداد لاي طارئ وهي بالتالي رسالة قوية لاعداء ايران كي يتجنبوا اللعب بالنار لانها ستحرقهم قبل كل شيء. فايران ومنذ انتهاء الحرب العراقية المفروضة  عليها لم ترسل مثل هذه الحشود الكبيرة والتجهيزات العسكرية المتطورة الى احدى حدودها وهذه رسالة واضحة وشفافة للاعداء ان يكفوا عن غيهم ويتركوا الساحة الاذربيجانية فورا قبل ان يدخلوها في النفق المظلم.