kayhan.ir

رمز الخبر: 138163
تأريخ النشر : 2021September24 - 20:16

لُباب عبائر رئيس الجمهورية

 

حسين شريعتمداري

1 ـ ليزيدَ اللهُ المنانُ من  مراتب المرحوم العلامة محمد تقي جعفري. ومما عُرف عنه مناظراته مع الفيلسوف البريطاني العملاق "برتراند راسل" بخصوص مسائل فلسفية والعقائد الاسلامية. ومدرسة راسل في الالهيات قريبة من مدرسة المشككين _Scepticism_. وفي واحدة من مراسلات العلامة الجعفري للفيلسوف راسل، هكذا يخاطبه؛ انت في الالهيات اكثر  ايمانا منا! اذ نكفر نحن بالإله الذي تصفه انت بينما تشكك في وجوده! وليس الاله الذي تصفه ينطبق على ما نعرفه من اله!

وكان المرحوم العلامة يشير الى حديث سيد المظلومين امير المؤمنين عليه السلام، في ايضاح العبارة بان "الناسُ اعداءُ ما جهلوا" اي يعادي الناس ما يحملون عنه صورة خاطئة. وهذا الفهم الخاطئ المتقاطع مع الحقيقة يمكن الاشارة اليه في زمن الامام كذلك، حتى انه بعدما هوى على مفرقه سيف اشقى  الاشقياء في محراب  مسجد الكوفة فُجع مقربوه من الكوفيين، وكما قالها جورج جرداق تيتمت الانسانية، الا انه في نفس الوقت تبرم اهل الشام الخاضعين لاعلام معاوية المسموم والمعادي لامير المؤمنين عليه السلام، حيرة، متسائلين؛ "وهل كان علي يصلي كي يقتل في محراب الصلاة "؟!

2 ـ كلمة رئيس جمهوريتنا المحترم ليل الثلاثاء في الجمعية العامة للامم المتحدة كانت توليفة من مسائل مختلفة، مستعرضا للعالم فيها مواقف الجمهورية الاسلامية في ايران، المواقف التي لم تطرق من قبل في بعضها اسماع المسؤولين والساسة والمحللين، واصحاب الراي الدوليين. او ان طرقت الاسماع من قبل ما كانوا تفاعلوا معها بهذا المستوى!

... نحن لا نثق باميركا ... المقاومة تعطي ثمارها... لا نشترك في مفاوضات لا تكون نتيجتها الغاء جميع العقوبات... مساعي اميركا السلطوية  قد فشلت بشكل فظيع ... آلية الحظر باتت وسيلة حرب اميركية ضد الشعوب ... الكيان المحتل للقدس  يمثل اكبر منظمة ارهابية حكومية... لن تغادر اميركا اليو م العراق وافغانستان بل انها تُطرد  منهما... السلام والامن المستدام  مرهونان بتحقيق العدالة... لولا تضحيات الشهيد ابو مهدي المهندس والفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني لكانت داعش اليوم هي جار لاوروبا و... ان كلمة رئاسة الجمهورية الثلاثاء ليلاعكست بوضوح عن مجيء ربان للسفينة التنفيذية لبلدنا يختلف عن من سبقوه، وما رشح من حديثه فيما ينبغي وفيما لا ينبغي يدلل على تغيير في سكة الحكومة ومشددا على مطالب لمجلى حكومة تناطح الثورة في سموها وتشاطر الشعب في طموحها.  اذ ان سجل عمل رئيسي لسنوات عدة ضمان على ما يدعي مشفوعة اقواله بحقائق على الارض. كل ذلك تجلى في حديث الثلاثاء للسيد رئيسي الا ان الحكاية  لا تختتم هنا. لنقرأ!

3 ـ لقد كان حديث الثلاثاء  لرئاسة جمهوريتنا قرعا لرنين اصداء الثورة، من منصة خطاب الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك ، فاستمع العالم لها باجمعه.

لقد اوصل السيد رئيسي من خلال كلمته الخطوط الاساس للثورة، في مبادئها وحدود اضدادها والتي استلت من منهجية وافكار الامام الراحل وخلفه الحاضر فأوصلها لاسماع العالمين، فاماط عن وجه الثورة الكثير من الصور المقلوبة والانحرافات وسقم الافكار  التي كانت قد عشعشت على مواقف ومسارات بعض  المسؤولين.

لقد انبرى السيد رئيسي  في تمثيله ونطقه كقامة من قامات خط الامام والقيادة، وصدح بصراح مبادئ الثورة كما هي لا كما يشيعها الاعداء في الخارج واذنابهم في الداخل. اي تحقيقا لمقولة الامام الراحل (ره) "ما الدنيا عطشى له" فيما الاعداء يصرون على اخفائه وستر حقيقته.

ولا تخفى هذي اللباب من العبائر  في حديث  رئيس الجمهورية في الجمعية العامة للامم المتحدة عن رؤية بعض المسؤولين ووسائل الاعلام الغربية، فعلى سبيل المثال كتبت الصحيفة  الاميركية "واشنطن بوست"؛ ان كلمة ابراهيم رئيسي في الامم المتحدة تدلل على هوية الجمهورية الاسلامية والمكانة التي تزنها ايران بمنظارها في العالم و... هذا وخيوط غزلنا لما تكتمل.