kayhan.ir

رمز الخبر: 137447
تأريخ النشر : 2021September12 - 20:53

الازمة اليمنية لن تحل بمبعوث أممي

 

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السويدي هانز غروندبرغ رابع مبعوث له إلى اليمن ضمن مساعيه لإعادة أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات ووقف أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم.وعلقت اوساط يمنية على هذا التعيين بالقول ان مبعوثي الامم المتحدة الذين سبقوا المبعوث الجديد لن ينجحوا في مساعيهم لحل الازمة اليمينة.

مما يتبادر الى الذهن في هذا المجال سؤال حائر في اذهان المراقبين والمتابعين للشأن اليمني، لماذا لم يتمكن مبعوثو الامم المتحدة من الوصول الى حل للازمة اليمنية وانهاء حالة التدمير البشري والمادي الذي يمر به اليمنيون ومنذ سبع سنوات؟.

والجواب على هذا السؤال لم يكن صعبا بل واضحا وضوح الشمس لان المبعوثين الامميين يدخلون الصراع وهم معبأون وبشكل غير مسبوق من ان اليمنيين هم المعتدون وعليهم ان يكفوا اعتداءاتهم .رغم ان  اميركا والسعودية هم الذين شنوا العدوان ولاهداف استراتيجية مهمة ضد اليمن واتخذوا من الشرعية اليمنية الغائبة ذريعة كاذبة واهية عنوانا لهذا العنوان.

ولذلك فان اغلب الاجتماعات التي تناولت الازمة اليمنية في جنيف وغيرها نجد ان الاممية الدولية تقف الى جانب اميركا والسعودية وتطالب اليمنيين بالتنازل عن حقهم المشروع، مما اصبح الفشل هو العنوان البارز لكل هذه المحادثات.

ولابد من التأكيد ومن اجل ان تسير حل الازمة اليمنية الى نهايتها ان يملك المبعوث الاممي الحيادية الكاملة وان لايحابي طرفا على اخر بحيث يستطيع ان يوفق في توحيد وجهات النظر ووضع اللمسات الاخيرة لانهاء النزاع بما يضمن لليمنيين حياتهم الكريمة والمستقلة كبقية دول المنطقة ، اما فرض الارادات والاملاءات التي يحملها المبعوثين الاميين لتحميلها ابناء الارض والحق لايمكن ان تفضي الى  نتيجة تذكر وهو مانراه واضحا للعيان اليوم.

ان الازمة اليمنية لم تكن معقدة جدا بحيث لاسبيل لحلها بل هي سهلة لان السعودي المعتدي على الشعب اليمني والذي ساهم في تدمير الانسان اليمني وبناه التحتية والذي يقصف كل يوم هذا البلد بالطائرات والصواريخ ويقتل العشرات من المدنيين الابرياء من الاطفال والنساء والذي يستخدم ابشع الاساليب ضد هذا الشعب من الحصار القاتل الذي يمنع عنهم الغذاء والدواء وكل مستلزمات الحياة مما دعا مختلف المنظمات الدولية الانسانية المطالبة بوقف العدوان وهو ومما يؤسف له لم يلتفت اليه مبعوثو الامم المتحدة ولم يعملوا على تنفيذه على ارض الواقع.

واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان الشعب او البلد الذي يواجه اعتداءا ظالما وقاهرا لابد ان يبحث عن وسيلة توقف هذا العدوان وهو حق طبيعي كما اقرته المعاهدات والمواثيق الدولية، ولما وجد الشعب اليمني انه لم يجد من يقف الى صفه في ايقاف العدوان وادانة المعتدين المجرمين شمر عن سواعده بالمواجهة وارجاع الحق الى نصابه ولذلك اخذ يصد العدوان وبطريقته الخاصة التي غيرت معادلة الردع واصبحت له اليد الطولى والكفة الراجحة في ميدان المعركة بحيث وضع العالم امام صورة جديدة لم يعهدها من قبل. وهذا الامر لايعني ان ابناء اليمن لم يرتضوا الحل السلمي او اختاروا هذا الاسلوب بديلا لحل ازمتهم بل العكس هو الصحيح  ان اليمنيين وبهذا الاسلوب القوي الرادع ارادوا من المجتمع الدولي ان يقوم بدوره الفاعل في ايقاف نزيف الدم وايقاف الحصار القاتل واستعادة حرية واستقلال البلد ، وانه لن يكون بعد اليوم ضحية مؤامرة الاستنزاف التي تريد ممارستها اميركا وبدعم سعودي من اركاع اليمنيين الى ارادتهم الاجرامية الحاقدة.

ومما يفرض ايضا على المجتمع الدولي والذي يهمه مايعيش فيه اليمنيون من وضع انساني مأساوي لايمكن ان يتحمله اي شعب في العالم بسبب العدوان السعودي الاميركي ان يقوم بدوره الفاعل في ايجاد الحل الناجع والسريع لحل هذه الازمة،  والا فان ابناء اليمن سيقلبون الطاولة ويخلطون الاوراق وبصورة لايتصورونها وعندها فلا ينفع الندم .