kayhan.ir

رمز الخبر: 135663
تأريخ النشر : 2021August08 - 20:25

رسالة المقاومة الردعية تجبر العدو بقواعد الاشتباك وتكشف أحصنة طروادة الداخلية…

حسن حردان

اعتقد المسؤولون الصهاينة انّ إقدام الطائرات «الإسرائيلية» على شن غارات على مناطق مفتوحة في جنوب لبنان، لأول مرة منذ وقف العمليات العسكرية عام 2006 بموجب القرار 1701، اعتقدوا انّ الفرصة قد سنحت لتغيير قواعد اللعبة متذرّعين بإطلاق صاروخ كاتيوشا على مستعمرة كريات شمونة.

غير أنّ المقاومة الإسلامية فاجأت حكومة العدو بالردّ بالمثل على الغازات الإسرائيلية بقصف مناطق مفتوحة في مزارع شبعا المحتلة، بعشرات الصواريخ… في رسالة قوية ومباشرة من المقاومة تقول للعدو:

أولاً، إنّ محاولة تغيير معادلات الصراع التي فرضها انتصار المقاومة في تموز عام 2006، ليس مسموحاً وانّ المقاومة لن تتهاون في مواجهة اي خرق صهيوني لهذه المعادلات.

ثانياً، انّ المقاومة على أتمّ الجاهزية للردّ على أيّ اعتداء صهيوني، لا بل انها مستعدة لمواجهة ايّ تصعيد او حماقة صهيونية…

ثالثاً، انّ الأزمة التي يمرّ فيها لبنان لا تؤثر على جاهزية المقاومة في مواجهة ايّ عدوان صهيوني، ويخطئ العدو إذا ما اعتقد انّ بإمكانه استغلال الأزمة الداخلية اللبنانية لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وتنفيذ اعتداءاته ضدّ لبنان متى شاء.

انطلاقاً مما تقدّم، فإنّ جيش الاحتلال الصهيوني فهم جيداً رسالة المقاومة الردعية، وأعلن الناطق باسمه انه «لا مصلحة لنا في التصعيد والذهاب للحرب وسنحاول عدم تحويل لبنان إلى خط مواجهة».. في مؤشر واضح على عودته إلى الانضباط بقواعد الاشتباك ومعادلات الردع التي تفرضها المقاومة، لإدراكه ومعرفته انّ ايّ تصعيد سيقابَل بردّ قوي من المقاومة، وأنّ ايّ تصعيد يقود إلى الحرب سوف يعرض الكيان إلى ضربات صاروخية أقوى بكثير من الضربات التي تلقاها خلال حرب تموز، خصوصاً أنّ المقاومة تملك حالياً أسلحة نوعية مثل الصواريخ الدقيقة القادرة على إصابة وتدمير أهمّ المواقع والمنشآت الحيوية والاستراتيجية انْ كانت عسكرية او مدنية، الى جانب جاهزية المقاومة للقيام بهجمات في داخل الأرض الفلسطينية المحتلة وتحرير الجليل.. وهو ما دفع جيش الاحتلال إلى أن يركز في تدريباته ومناوراته الأخيرة على كيفية التصدي لهجوم المقاومة واستعادة المناطق التي سيطرت عليها…

إذن من الواضح أنّ المسؤولين الصهاينة السياسيين والعسكريين يدركون جيداً قدرات المقاومة الكمية والتوعية من ناحية، وتآكل قدرة الردع «الإسرائيلية» من ناحية ثانية، كما يعرفون جيداً أنّ أيّ حرب مع المقاومة في لبنان من المحتمل أن تتوسّع إلى حرب إقليمية من ناحية ثالثة…

على أنّ كلّ ذلك يثبت مجدّداً انّ وجود المقاومة على أهبة الاستعداد الدائم، وامتلاكها القدرات النوعية هو الذي يحمي لبنان من العدوانية والأطماع الصهيونية، وهو الذي يلجم ويردع جموح كيان العدو نحو شن حرب جديدة على لبنان، ولهذا فإنّ كلّ الأصوات التي خرجت من قوى 14 آذار للتحريض على المقاومة وتتهم حزب الله بالعمل على توريط لبنان بالحرب مع العدو «الإسرائيلي» في ظلّ أزمة يعاني منها اللبنانيون، كشفت مجدّداً عن عدم وطنيتها، رغم اعتراف العدو بطريقة غير مباشرة بعودته إلى الانضباط بقواعد الاشتباك التي حاول يائساً التحرّر منها للعودة إلى الاعتداء على لبنان متى أراد.. وهذا يؤكد انّ قوى 14 آذار إنما تلعب دور أحصنة طروادة في سياق الحرب الناعمة التي تشنّها الولايات المتحدة الأميركية وكيان العدو الصهيوني ضد المقاومة للإساءة إليها وتشويه صورتها ومحاولة محاصرتها وتأليب اللبنانيين ضدّها… لنزع سلاحها الذي يفرض توازن الردع والرعب مع العدو الصهيوني ويجعله يمتنع عن إشعال الجبهة مع لبنان، وهذا يدلل على أن ما يعاني منه لبنان من حصار اقتصادي أميركي غربي، بتواطؤ مع أطراف سياسية لبنانية، مرتبط ارتباطاً وثيقاً باستهداف المقاومة وسلاحها خدمة لكيان الاحتلال الصهيوني…