kayhan.ir

رمز الخبر: 134144
تأريخ النشر : 2021July09 - 16:48

اجتماع طهران والمصالحة الوطنية الافغانية

 

 

 

تستضيف وزارة الخارجة الايرانية وفودا افغانية تتشكل من ممثلي طالبان والحكومة والبرلمان الافغاني ومندوبي اللاجئين، بهدف مناقشة القضايا الثنائية بين طهران وكابل.

وترمي المفاوضات الافغانية ـ الافغانية من جانب والايرانية ـ الافغانية من جانب آخر الى التوصل لمقاربات جوهرية لملء الفراغ الناجم عن جلاء الاحتلال الاميركي ـ الاطلسي عن افغانستان ..الدولة التي تصدعت اوضاعها وسيطرت عليها التجاذبات والصراعات والازمات جراء الغزو الغربي منذ عام 2001 وحتى قبل ذلك ايام الغزو السوفيتي الاحمر لها في عام 1980.

لقد جرّ الاميركيون وحلفاؤهم مصائب كبرى على افغانستان وخلقوا فجوات عميقة على مستوى تصعيب مسيرة المصالحة الوطنية في هذا البلد المؤمن المجاهد، وما خروجهم (الغزاة) في الوقت الحاضر دون تمكين اهل الديار من التوصل الى الوفاق الحقيقي الا دليل على ان سلطات الولايات المتحدة لم ولن تكن ابدا صادقة النوايا في تعاملها مع قضايا الامة الاسلامية عموما والشعب الافغاني خصوصا.

من هنا تأتي اهمية اجتماع طهران ومشاركة وفد رفيع المستوى من جماعة طالبان برئاسة السيد شير محمد عباسي ستانيكزاي فيه كونه يجمع الاطراف المهمة للشعب الافغاني بهدف السعي الى تجاوز تداعيات الحرب الاميركية وآثارها على بلدهم وفق رؤية حصيفة بعيدة عن التشنج والتزمت وبما يعيد الاستقرار والطمأنينة والتآخي الايماني الى ربوع افغانستان الجريحة.

في هذا الاجتماع الذي افتتحه وزير الخارجية محمد جواد ظريف قال مشيرا الى هزيمة الولايات المتحدة في افغانستان بعد اكثر من عقدين وما نتج عن ذلك من دمار كبير : (يجب على الشعب الافغاني والقادة السياسيين اتخاذ قرارات صعبة لبلدهم).

من المؤكد ان الشعب الافغاني ساهم برمته في معاقبة الغزو الاميركي ـ الاطلسي واجبار المحتلين على مغادرة اراضيهم، بيد ان أفغانستان ستبقى رهنا للتوافق الوطني بين جميع فئات الشعب بعيدا عن كل ما يمكن ان يعيد شبح الحرب الاهلية الى هذا البلد الذي هو بحاجة اليوم الى مساهمة جميع ابنائه لاعادة البناء وارساء الامن والسلام فيه.

ولا شك في ان اعمار افغانستان يستلزم رؤية حكيمة من جميع الاطراف الجهادية بمنأى عن اصوات البنادق وقعقعة السلاح. فلقد ولى زمن العنف والتوسل بالقوة لفرض الامر الواقع وعلى القادة السياسيين ان يحتكموا الى الممارسات الديمقراطية وصناديق الاقتراع اولا لطيّ صفحات الماضي الدموية وثانياً لاعادة الامل والتفاؤل الى نفوس ابناء الشعب الافغاني الذي طالما اكتوى بنيران الحروب الخارجية والداخلية.

ان القادة الافغان مطالبون بتقديم الاسوة الصالحة المعبرة عن تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والسعي كل السعي لنشر الامن والامان بين ابناء الوطن الواحد.

وغني عن البيان ان الجمهورية الاسلامية على استعداد تام للمساعدة في عملية الحوار بين الاجنحة السياسية من اجل حل النزاعات والازمات المستمرة في هذا البلد فضلا عن انها وكما صرح بذلك وزير الخارجية الدكتور ظريف ستلتزم بالإسهام في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لافغانستان بعد احلال السلام.

صفوة القول ان جيراننا الافغان هم احوج ما يكونون اليوم الى ثقافة الحياة والتعاون على البر والتقوى والى حقن الدماء البريئة من اجل بناء الوطن وضمان التعايش السلمي والاستفادة من تجارب الماضي الاليمة لحماية المستقبل.