kayhan.ir

رمز الخبر: 133990
تأريخ النشر : 2021July05 - 19:57

المنطقة غير آمنة للقوات الاميركية

 

مهدي منصوري

اشارت الانباء ان اميركا اخذت ومنذ فترة في التفكير لعملية تغيير المواقع  للقواعد الاميركية في دول الخليج الفارسي  من خلال غلق بعض القواعد ونقل مواقع البعض الاخر منها، وقد أشارت الانباء الى ان ثلاثة قواعد اميركية سيتم نقلها من قطر الى الاردن  ورغم ان هذه القواعد هي لوجستيه الا ان نقلها اثار التساؤلات لدى الاوساط الاعلامية والسياسية وهي ان الاردن بكل مساحتها لم تشكل مساحة مدينة من المدن الكبرى في اميركا كيف تتحمل بناء ثلاث قواعد اميركية لوجستيه. وما هو الهدف من اختيار الاردن ان لم يكن هناك هدف قد اخفته الادارة الاميركية، اما القول ان نقل هذه القواعد من قطر الى الاردن خوفا من استهدافها من قبل ايران فهو مدعاة للسخرية والاستهزاء لان واشنطن تدرك جيدا ان ما تملكه  طهران من صواريخ قد تستطيع ان تطال قواعدها ان اصبحت هدفا لحماقة اميركية ضدها.

ولذا فان عملية التموضع الاميركي الجديدة تعكس حالة من القلق الذي يعيشه الاميركان لان تواجدهم في المنطقة لا مبرر له وانه قد سبب الكثير من المشاكل لشعوبها لانها اصبحت مصدر لزعزعة الامن في البلدان التي تواجدت فيها. وها هم الاتراك واليابانيون والالمان وغيرهم من الدول التي تتواجد فيها القواعد الاميركية يخرجون ويطالبون باخلاء هذه القواعد وغلقها. وكذلك  في الطرف المقابل ان اميركا ادركت جيدا انها غير مرغوب بها لدى اغلب الشعوب ويتوقعون ان يصل الامر الى المواجهة المباشرة معها من اجل اخراجها غير مأسوف عليها.

واما دخول الاردن في هذه اللعبة القذرة فهو ما يدعو للاستغراب لانه لم تكن بحاجة الى قواعد اميركية لكونها لا تواجه خطرا من احد فعلاقتها مع الكيان الصهيوني على احسن ما يرام وكذلك مع دول المنطقة الاخرى مما يعكس ان الموافقة على انشاء ثلاث قواعد اميركية على اراضيها هو لزعزعة استقرار الاردن بالدرجة الاولى وجيرانها والمنطقة بالدرجة الثانية، فلذا ينبغي على الحكومة الاردنية ان تدرك خطورة وجود هذه القواعد عليها قبل غيرها وان تقف او تمنع تواجدها على اراضيها وهو الطريق الاسلم والارجح لان لا تكون هدفا للمعارضين والمخالفين للتواجد الاميركي في المنطقة، ولا نغفل ان الشعب الاردني لا يريد ان يضيف الى معاناته او ازماتها الداخلية معاناة جديدة وبالامس القريب قد تم اكتشاف المؤامرة الممولة سعوديا من اجل تغيير الوضع في الاردن والتي كشفت خيوطها وتفاصيلها المحاكم الاردنية اذن وكما يقول المثل المصري "ابعد عن الشر وغنيله" فعلى الحكومة الاردنية ان تسارع في غلق الباب الذي ستأتي من ورائه ريح سوداء عاتية.