kayhan.ir

رمز الخبر: 133675
تأريخ النشر : 2021June30 - 20:52

السعودية وإستعذاب دور مكسر عصا في الإستراتيجية الأمريكية

 

من السهل درك اسباب العداء الامريكي لايران، فالاخيرة تتخذ موقفا رافضا للسياسة الامريكية القائمة على التدخل في شؤون الدول الاخرى ومحاولاتها لتطويع هذه الدول، حتى لو اقتضى الامر استخدام القوة العسكرية والحصارات الاقتصادية، بهدف قهر شعوبها وادخلها في دائرة اليهمنة الامريكية، وتتكثف هذه السياسة الامريكية وتصبح اكثر عدوانية، مع الدول العربية والاسلامية في منطقة الشرق الاوسط.

من الواضح ان سبب تكثيف امريكا لسياستها في قهر الشعوب في منطقة الشرق الاوسط، وتدخلها السافر في شؤون بلدان هذه الشعوب، هو الحفاظ على "امن اسرائيل"، الكيان الذي يعتبر رأس حربة امريكا والغرب في المنطقة العربية والاسلامية، والخنجر المغروز في قلبها، وكذلك الحفاظ على تدفق الثروات الرخيصة من المنطقة الى الغرب للبقاء على عجلة الاقتصاد الغربي والامريكي يدور بالخيرات المنهوبة لهذه الشعوب.

لهذه تصنف امريكا، كل الدول والاحزاب والحركات والتنظيمات وحتى الشخصيات الرافضة لهذه السياسة الامريكية القائمة على "أمن اسرائيل" ونهب ثروت المنطقة، بانها ارهابية، وتعمل بكل ما اوتيت من قوة على محاربتها وتدميرها وللقضاء عليها وازالتها من الموجود، لتبقى "اسرائيل" في أمان، وتبقى عملية نهب الثروات مستمرة دون عوائق.

ليس غريبا ان تتحول ايران "الى دولة راعية للارهاب" و حركات المقاومة مثل حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله وانصارالله والحشد الشعبي وغيرها الى "ميليشيا وجماعات ارهابية متطرفة"، تهدد السلم والأمن الدوليين، الذي تسهر أمريكا على الحفاظ عليهما من اجل سواد عيون الانسانية!!.

لكن الامر الذي من الصعب فهمه هو عداء النظام السعودي، الذي لا يعتبر نفسه نظاما عربيا اسلاميا فحسب، بل نظاما يقود العالم السني ويتولى رعاية الحرمين الشريفين، ويسهر على خدمة ضيوف الرحمن، للجارة الاسلامية الشقيقة ايران، وحركات المقاومة الاسلامية الاخرى، التي لم تعاد يوما السعودية، ولم تشكل اي خطر عليها، بل على العكس تماما، عملت هذه القوى ابعاد شرور ومكائد المحور الامركي الاسرائيلي عن المنطقة وشعوبها.

منذ اليوم الاول لانتصار الثورة الاسلامية في ايران وتأسس الجمهورية الاسلامية، التي رفعت لواء نصرة القضية الفلسطينية، ناصب النظام السعودي هذه الجمهورية الفتية العدااء دون اي مبرر عقلي، وامدت الطاغية صدام بكل اسباب القوة، الى جانب امريكا، لشن حربه الظالمة على ايران والتي استمرت ثماني سنوات. ونصبت العداء لحزب لبناني اسلامي مقاوم هو حزب لله، الذي لم يشكل يوما خطرا على النظام السعودي، فهذا الحزب، هدفه الاول والاخير كان تحرير الارض اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي ومساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم، وكذلك حاربت حماس والجهاد الاسلامي، الفصيلان المقاومان ضد اشرس احتلال في العالم هو الاحتلال الاسرائيلي، كما عادت الحشد الشعبي في العراق، رغم انه قوة شعبية عراقية رافضة للاحتلال الامريكي ومناهضة للاحتلال الاسرائيلي، كما انها شنت عدوانا على الشعب اليمني من اجل القضاء على حركة انصارالله التي لم تكن يوما في عداء مع السعودية.

من الواضح ان الدور الذي يضطلع به النظام السعودي، هو دور يصب من الفه الى يائه في صالح "اسرائيل"، وضد مصالح دول وشعوب المنطقة دون استثناء، وبينها الدولة السعودية والشعب السعودي، وليس واضحا كيف يمكن ان تتماهى السعودية مع السياسة الامريكية الى الحد الذي تحولت فيه الى مكسر عصا، في اطار هذه السياسة، وآخر تمظهرات هذا الدور السعودي، والذي باتت القيادة السعودية تستعذبه وبشكل لافت، كان اللقاء الذي جرى بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان امس الثلاثاء مع نظيره الأمريكي انتوني بلينكن، وذلك على هامش اجتماع وزراء الخارجية والتنمية لدول مجموعة العشرين في مدينة ماتيرا الإيطالية.

وكالة الأنباء السعودية (واس)، ذكرت انه تم في هذا اللقاء استعراض، أوجه "الشراكة الاستراتيجية" بين امريكا والسعودية، وسبل دعمها وتعزيزها في شتى المجالات بما "يخدم المصالح المشتركة". كما بحث الجانبان تعزيز التنسيق المشترك بين البلدين لوقف "التدخلات الإيرانية" في المنطقة، ووقف تمويل إيران لحركة انصار الله و"الجماعات الإرهابية المتطرفة" التي "تهدد السلم والأمن الدوليين".

بات واضحا للجميع ان "الشراكة الاستراتيجية"و "المصالح المشتركة" ، التي اشارت اليها وكالة الانباء السعودية، تعني "استراتيجية ومصالح" امريكا حصرا، ولا مكان ولا دور للسعودية في هذه "الاستراتيجية والمصالح"، وإلا اي مصالح للسعودية في معاداة دولة اسلامية كبرى جارة مثل ايران؟، ولماذا يجب ان تعادي السعودية ايران؟، وما هي مصلحتها في هذا العداء؟، ولماذا يجب ان تعادي السعودية حركات مقاومة عربية اسلامية ، تتجه فوهة بندقيتها نحو "اسرائيل" حصرا؟، الا يؤكد هذا الامر ان السعودية ليست سوى مكسر عصا في السياسة الامريكية؟، الا يؤكد هذا الامر ان النظام السعودي استعذب وبشكل مرضي هذا الدور؟.