kayhan.ir

رمز الخبر: 133547
تأريخ النشر : 2021June28 - 21:12
بعد تقرير السفير الامريكي السابق في العراق..

ما الهدف من وراء التحريض الامريكي الصارخ ضد السيد السيستاني؟

لم يكن المواطن العراقي بحاجة لقراءة التقرير الذي كتبه السفير الامريكي السابق في العراق دوغلاس سيليمان، لصناع القرار في واشنطن من اجل الحفاظ على المصالح الامريكية في العراق، ليعرف حجم المؤامرات الامريكية التي تستهدف العراق كوجود وكشعب وكمرجعية دينية وكحشد شعبي وكثروات وخيرات، فما تقوم به امريكا على الارض منذ عام 2003 وحتى اليوم، كانت ومازالت تؤكد ان امريكا لن تترك العراق وشأنه الا وبعد ان تتركه خربة.

"الاستراتيجية" التي وضعها سيليمان، الذي يشغل حاليا رئيس معهد دراسات دول الخليج (الفارسي) العربية، امام ادارة بايدن، مبنية على استهداف عناصر القوة العراقية الثلاثة وهي، السيد السيستاني، والمذهب الشيعي، والحشد الشعبي، اذا ما ارادت هذه الادارة البقاء، ووضع العراق في جيبها، وجعله تابعا لها، تتصرف بمصيره وخيراته، وفقا لمصالحها .

اللافت ان التقرير، الذي طالب كاتبه من جميع الخبراء في الشرق الأوسط، وخاصة من وصفهم بـ"أصدقائه المقربين" في وزارة الخارجية الأمريكية، وأعضاء الكونغرس الاطلاع على هذه الاستراتيجية، وقف كثيرا امام شخص المرجع الشيعي الاعلى سماحة اية الله السيد علي السيستاني، حيث جاء في جانب من التقرير:"القضاء على الدين في العراق بشكل عام وإبعاد السلطة الشيعية بشكل خاص عن المعادلات السياسية والاجتماعية في العراق يجب أن يكون الاستراتيجية الرئيسية للولايات المتحدة. آية الله علي السيستاني كشخصية متطرفة ومحافظة ومتحالفة مع الإرهاب ولها تأثير اجتماعي قوي في العراق. يجب إزالة الكاريزما التي يتمتع بها السيستاني من المعادلة العراقية ، كماً ونوعاً. لا يمكن الاستمرار في تفكير واشنطن المحبط بالتمني لوفاته ، ويجب أن تؤخذ التقنيات الأخرى في الاعتبار".

من الواضح ان التقرير رغم خطورته، يعكس حالة الاحباط التي تلف الادارات الامريكية في التعامل مع العراق مع وجود عناصر قوته وفي مقدمتها المرجعية الدينية المتمثلة بشخص السيد السيستاني، حيث دفع هذا الاحباط، بالامريكيين الى الاعلان صراحة، كما دعا سيليمان هذا، الى التخلص من السيد السيستاني، وعدم إنتظار وفاته طبيعيا!.

واللافت ايضا ان التقرير، دعا ايضا "ازالة الكاريزما التي يتمتع بها السيستاني"، كنوع آخر من انواع تصفية شخصيته، وهو ما تجسد من خلال الحملة الاعلامية الشرسة التي يشنها الاعلام الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، عبر مئات الفضائيات والمواقع الالكترونية والجيوش الالكترونية، على شخص السيد السيستاني، ك"شخصية متطرفة ومحافظة ومتحالفة مع الإرهاب"، بينما يشهد العالم اجمع، اعداء العراق قبل اصدقائه، بالدور المصيري الذي قام به المرجع السيستاني، بوقف دائرة الدم التي كانت تدور على العراقيين، ودوره في حفظ العراق موحدا، ودوره في تحجيم دور المحتل الامريكي في الشأن العراقي، ودوره في الحفاظ على وجود الاقليات العرقية والدينية والطائفية في العراق، وتوج هذا الدور الابوي بفتوى الجهاد الكفائي، التي خرجت من رحمها احد اكبر عناصر القوة العراقية، وهو الحشد الشعبي، الذي حرق ورقة التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي المثملة بـ"داعش" الوهابية، وحرر المناطق الكردية والسنية والايزدية والشبكية، وقدم عشرت الالاف من الشهداء والجرحى، دون اي مقابل.

يبدو ان سيليمان كان مصيبا في تشخيصه لاهمية السيد السيستاني في الحفاظ على العراق وشعبه، بجميع مكوناته، وفي تحصين العراق امام مؤامرات امريكا واذنابها في المنطقة، وفي منعه الطامعين من الوصول الى خيراته وثرواته، الا انه لم يكن مصيبا، عندما دعا بهذه السذاجة، الى التخلص من السيد السيستاني كي يبقى العراق خاليا لامريكا، لضمان المصالح الأمريكية في هذا البلد ، فسيليمان اعلم من غيره، ان التعرض للسيد السيستاني من قبل امريكا او مرتزقتها، يعني عمليا تحويل منطقة الشرق الاوسط برمتها الى مقبرة للامريكيين، وخروج امريكا من المنطقة والى الابد.

العالم