kayhan.ir

رمز الخبر: 133018
تأريخ النشر : 2021June19 - 20:26

رئيس استثنائي لظروف استثنائية

 

اكثر من أربعة عقود أي منذ بزوغ فجر الثورة الاسلامية في ايران الذي أعتمد الشعب الايراني مبدأ السيادة الدينية كنهج قويم لطريقه في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية القائمة على ركنين حصينين هما الجمهور والاسلام ليكمل بعضهما البعض في تحصين الدولة التي من الصعب اختراقها أو التغلغل في صفوفها او أضعافها لشدة التلاحم والتماسك بين الشعب والدولة وهذا ليس سرداً من الخيال فحكومة الجمهورية الاسلامية ومنذ اكثر من اربعة عقود وهي تواجه أقوى المؤامرات والدسائس والتهديدات والضغوط والحظر والحروب العسكرية منها والثقافية وحتى الاقتصادية القصوى التي صنفت بالارهاب الاقتصادي وكل ذلك  من اجل اسقاط النظام الاسلامي الذي يرفض وبشدة ان يكون جزءا من اللعبة العالمية التي تستبيح حقوق ومصالح الشعوب من اجل تامين مصالحها الظالمة واللامشروعة.

وبعد ان شطبت ايران مصالح الاستكبار الاميركي وحلفائه الغربيين وذيوله من الصهاينة والمتصهينين العرب في المنطقة  التجأت هذه المرة  وصبت جل اهتمامها وثقلها على تخريب الانتخابات الرئاسية في ايران وافشال عمليتها الديمقراطية المستمرة منذ اكثر من اربعة عقود وابعاد الشعب الايراني عنها مستغلة الاضاع الاقتصادية والمعيشية الناجمة عن الحظر ومرض كورونا وتداعياته الا انها فشلت وانتصر  الشعب الايراني على كل ذلك بوعيه المسؤول وحضوره الملحمي في الساحة الانتخابية ليقطع الطريق على كل الدسائس التي تحاك ضده.

ومن شدة رعب العدو وخوفه من الحضور الحماسي للشعب الايراني وزحفه لمرتين في الفترة الصباحية والمسائية اضطر الاعداء فبركة بعض الافلام المزيفة التي تظهر مراكز اقتراع فارغة من الناخبين وتقدمها في فضائياتها على انها تؤكد مقاطعة الايرانيين للانتخابات ويا لها من سذاجة وحماقة مفرطة لانه من الممكن ان تكذب كل شيء الا صوت والصورة التي بثتها شاشات التلفزة في العالم وهي تنقل افلاماً حية عن سير الانتخابات في ايران.

 

ورغم كل المصائب التي اشير اليها اضافة الى موجة الحر الشديدة وما رافقها من عطل فني في بعض مراكز الاقتراع كل ذلك لم يثبط من عزيمة الشعب الايراني وارادته الفولادية وتلاحمه مع قيادته الحالية المتمثلة بالامام الخامنئي وبيعته للثورة الاسلامية وقائدها التاريخي الكبير الامام الخميني (قدس سره) للحضور عند صناديق الاقتراع والادلاء بصوته الذي هو بمثابة سهم في قلوب الاعداء.

العملية الانتخابية الرئاسية  الـ13استمرت لفترة 19 ساعة وهي اطول انتخابات في تاريخ الجمهورية الاسلامية حيث تعتبر انها فريدة واستثنائية حيث مددت للساعة الثانية من بعد منتصف الليل.

ورغم كل المؤامرات والدسائس والتحريض  الاعلامي لافشال الانتخابات في ايران عبر ابواقهم الدولية والاقليمية ووساوس المناوئين الا ان الشعب الايراني صم آذانه وتوجه بشكل واع ومسؤول الى صناديق الاقتراع وهو يقرأ المرحلة الحالية جيداً ويستشرف المخاطر والمستقبل عاملاً بواجبه الوطني والقانوني لانتخاب الاصلح الذي يستطيع ادارة البلد بكل ما أوتي من قوة وبسواعد ابنائه الملتزمين الذين يستطيعون تحمل المسؤولية بجدارة ونجاح لحل الاوضاع المعيشية ومكافحة البطالة والفساد ومعالجة العملة المحلية.

وبالتاكيد فان النصر الكبير الذي تحقق على ايدي الشعب الايراني بانتخاب شخصية علمية وفقهية وقضائية وثورية كالسيد ابراهيم رئيسي لرئاسة الجمهورية سينقل ايران الاسلام الى آفاق اكبر في التصدي الحازم لقوى الكفر التي تريد انتزاع حقوقنا النووية وسلبها وهذا هو من سابع المستحيلات وان ايران الاسلام بعد 28 خرداد (18 حزيران) ليست كما قبلها بوجود رئيس حكيم وواع على هرم قمة السلطة التنفيذية لادارة البلد داخليا  وخارجيا. ولاهمية الرجل وابعاده الداخلية والخارجية وفوزه الساحق في هذه الانتخابات التي ستكون مفصلية لايران ومستقبلها انهالت عليه عشرات برقيات التهنئة عالميا واقليميا ومحليا قبل ان تظهر النتائج الرسمية لفوزه وهذا امر غير مسبوق بين دول العالم.