kayhan.ir

رمز الخبر: 132333
تأريخ النشر : 2021June07 - 21:23

لنكون متساويين في الكذب!

 

حسين شريعتمداري

 

المناظرة الاولى التي اجريت في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بين المرشحين السبعة للانتخابات الرئاسية شهدت ردودا من السادة "همتي ومهرعلي زادة" لا تليق بشخصيات ترشحت لرئاسة الجمهورية، الا أن هذه العبارات التي تنم عن ضحالة لم تكن دون فائدة، ودللت على أن البلاء الذي نزل على شعبنا لا سيما اقتصاد البلاد خلال ثمان سنوات ما هو مصدره! فلم يجب السيدان "همتي و مهر علي زاده" على اي من الاسئلة المطروحة واقتصرا على كيل  الثناء على نفسيهما والاتيان بادعاءات لا صحة فيها.

وما رشح بوضوح بهذا الخصوص اضاعة مرشحي الحكومة الوقت لاجتياز هذا المحور من المناظرة الذي اختُص بالمسائل الاقتصادية وحياة الناس المعيشية، فلم يكن للسيدين للدفاع عن برامج عملهما والحكومة التي رشحا من قبلها اي اجابة!

ورغم تفرع الكلام بهذا الخصوص، الا ان اشباع مناظرة طالت لاربع ساعات بالنقد والتقييم في هذه المدونة القصيرة امر متعذر. ومع ذلك سأشير لمثالين عابرين:

1 ـ يقول السيد  همتي؛ "ان عدم تأييد FATF في مجمع تشخيص مصلحة النظام وجه ضربة موجعة لاقتصاد البلد"!  هذا في الوقت الذي كان قد قال في فبراير 2019 وفي اشارة الى اجتماع حول FATF؛ "البعض  يسعى بسبب الاجتماع القادم لـ FATF لاثارة سوق العملة الصعبة، ولكن وحسب ما قلنا فان قرارات FATF لا تؤثر التاثير البين على سوق العملة الصبعة"!

وحين يسأل السيد همتي اثناء المناظرة التلفزيونية عن هذا التناقض، يجيب؛ لقد قصدت بذلك الادعاء المخالف للواقع (الكذب) في عام 2019 لاجل جس نبض السوق! ولا يُبين لنا انه لو كان يرى ان "عدم القبول بـ FATF قد وجه ضربة موجعة لاقتصاد البلاد"! فلماذا تسبب باطلاقه للكذبة حينها "في توجيه ضربة موجعة لاقتصاد البلد"؟ ! وما الذي يضمن عدم اعتباره هذه التصريحات فيما بعد بانها "كذبة بيضاء" ! فماذا نتوقع من شخص، مستعد لوصف اقتصاد البلد بالمتهالك كي وحسب ادعائه يسيطر  على نبض السوق ـ وبالطبع لم يتمكن ـ ان لا ينزل غدا على اقتصاد البلد وحياة المواطن، وبذريعة جديدة، بلاء آخر؟! و...

2 ـ ان السيد مهر علي زاده كان يسعى وباسلوب مقصود وضعيف في نفس الوقت خلال اعتراضه الشديد الذي تسبب حتى في استهزاء بعض الاصلاحيين من مشربه الحزبي، سعى لجبر عجزه في بيان اقل الامور وابسطها باكاذيب واضحة وفي اهانته ومهاجمته لعلية القوم كي يغطي على تقزمه! فهو امام استغراب الاخرين وسخريتهم يدعي ان السيد رئيسي لا يحمل شهادة الابتدائية!

فهذا الادعاء ووجه حتى من قبل وسائل الاعلام الاجنبية والتي انتفخت هذه الايام في الدفاع عن مرشحي الحكومة ووجهت بالسخرية. ومن البديهي ان السيد مهر علي زاده يعلم بوضوح انه يكذب اذ ان السيد رئيسي  واضافة لبلوغه مرتبة الاجتهاد الفقهي، يحمل شهادة الدكتوراه في القانون. ولكن لماذا يعمد الى هذه الكذبة الكبيرة؟ وما الذي يصبو له بهذه الكذبة؟! تصوروا انه غير مهاجمة واهانة الكبار لا يتصف بأي خصيصة اخرى يتمتع بها ؟ !

وختم السيد مهر علي زاده كلامه بايراد عدة ابيات بالشعر التركي الاذري، يعتبر اهانة لجميع الشعب الايراني ولا سيما المواطنين الاذريين الشرفاء مما قوبل برد على مواقع التواصل، واليكم ترجمته؛

استميحك يا "حيدر بابا" أن تستجيب لحاجة المجتمع من الرجال

وبالتراب مرغ انوف اشباه الرجال

وانقض على الذئاب في المفازات قاطعا رقابها

واجعل خرافك تعتاش في السهول طلقة لتربو قطعانك وفيرة الشحم

واترك لكم الحكم انه من هم الذين انقضوا كالذئاب على معيشة الناس وذلك برفع العجز الى 40% من الغلاء المستشري وبلوغ اسعار السكن وبدل الاجار 7 اضعاف و تعطيل المصانع وبطالة الشباب ونهب الاموال العامة و...

فضيقوا على متنفس المواطن، ومن هم الذين يسرحون في اموال الناس يلتهمونها لتنتفخ شحومهم وشحوم أقربائهم؟ !

3 ـ وبالتالي نورد هذه الابيات ردا على السادة، ووصفا لحالهم:

ان عيرت بين الخلائق سوءاً

فلا اُوصف مغموماً بذي خد ترب

فاذكر محاسنه للناس طراً

لنكون متساويين في الكذب!