kayhan.ir

رمز الخبر: 132214
تأريخ النشر : 2021June02 - 21:36

مجلس صيانة الدستور الرزين

 

حسين شريعتمداري

بعد الاعلان عن اسماء المرشحين الذين احرزوا الاهلية، ينبري هذه الايام بعض الاصلاحيين وفي اشارة الى عدم احراز أهلية العديد من المرشحين لهذه الجبهة لاسيما السيد جهانغيري، ليقولوا ويكتبوا: "ان الاصلاحيين وبدل إطلاق  البيانات ينبغي الامتنان من مجلس صيانة الدستور اذ ان مرشحيهم لم يحصلوا على صوت" او ان "مجلس صيانة الدستور بعدم تاييده اهلية مرشحي الاصلاحيين قد قدم اكبر خدمة للاصلاحيين"!

ورغم ان تصريحات هؤلاء  يلفها الغمز واللمز، وان شكرهم لمجلس صيانة الدستور فيه جهة اعتراض لهذه الدائرة المرموقة للنظام، ويمكن الادلاء بكل حزم ودون ادنى اشك ان مجلس صيانة الدستور  المحترم  باعلانه عدم احراز اهلية بعض المرشحين من جبهة الاصلاحيين قد قدم خدمة كبيرة لهذه الجبهة، وهو في هذا الاجراء ليس يعكس مدى التزامه بالقانون وحسب بل  اظهر (المجلس) قمة الرزانة، لماذا؟ لنقرأ! ان الاصلاحيين يعلمون جيدا ان المرشحين البارزين الذين لم يحرزوا الاهلية لعدم كفائتهم ولسوء ادارتهم وافتعالهم للمشاكل، وما حملوه  على الشعب خلال السنوات الثمان من ضغوط ثقيلة، وما خلفوه من ملف فاشل  في ادارة البلاد، فلم يكونوا ليحرزوا اصوات الشعب ولا يحرزون الأهلية لسجلهم الفاشل، من هنا فان احرزوا الاهلية من قبل مجلس صيانة الدستور فهم سيطردون من قبل الشعب دون شك.

وهذا يمكن فهمه بسهولة مع جرد سريع لبرنامج عمل لثمان سنوات للاصلاحيين، من مشاكل جمه كالعجز غير المسبوق الذي وصل 40%، والبطالة، واقفال المصانع ومراكز الانتاج، والغلاء المستفحل والفساد الاقتصادي، وانهيار العملة الوطنية، وزيادة الهوة الطبقاتية بين ابناء المجتمع، وتصاعد قيمة السكن وارتفاع الايجار سبعة اضعاف، والمجيء بخطة العمل المشتركة وهو بمثابة كارثة حلت بالشعب والنظام و... واوضح دليل بهذا الخصوص المساعي الحثيثة للسيد همتي .. مرشح جبهة الاصلاح والتدبير والبناء ليحيد عن الحكومة في اصراره رغم كونه من المسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الحالية ولكن لم يكن على وئام معها في الكثير من مواقفه، فلماذا؟! فان كانت برامج الحكومة قابلة للدفاع فعلى السيد همتي ان يفتخر بحضوره في الحكومة لا ان يصر على التباعد مع الحكومة!

وهنا يطرح هذا التساؤل نفسه، هل ان الموارد السابقة الذكر كانت خافية على مجلس  صيانة الدستور؟ والاجابة سلبية بشكل قاطع.

اذ ان مجلس صيانة الدستور اكثر اطلاعا من اي شخص حقيقي او مؤسسة حقوقية، وهو يعلم بوضوح ان المرشحين المشار اليهم من قبل جبهة الاصلاح الذين لم تحرز اهليتهم، وفي حال احرزت اهليتهم سيواجهون رفض الشعب، ونصل الان الى نتيجة من هذه  المقالة، وهي، اذا لم يكن مجلس صيانة الدستور يتمتع بايمان راسخ، وتقوى ورزانة يضرب بها المثل، واذا لا سامح الله كان المجلس يرتبط بهذا التيار السياسي او ذاك. فان عليه ان يؤيد اهلية المرشحين المشار اليهم كي يرفضهم الشعب، اليس كذلك؟ وبالنسبة للمرشحين المذكورين المطرودين من قبل الشعب لعدم احراز اهليتهم سيكون اكثر مرارة؟!