kayhan.ir

رمز الخبر: 130585
تأريخ النشر : 2021May05 - 19:22

كيان العدو قَلِقٌ ومُرتبكٌ… ويواجه وحده


السيد سامي خضرا

لن يكون سهلاً تصوّر أن تقوم دولة العدو «الإسرائيلي» بخطواتٍ عسكرية كبيرة من دون تأييد ومساندة من قِبل الغرب عموماً ويشهد على ذلك تاريخٌ منذ بدايات القرن الماضي وحتى تأسيس دولتهم مروراً بالعدوان الثلاثي وحرب 1967 وما تلاها من إعتداءات مختلفة والإعتداءات المستمرة والإجتياحات على لبنان.

ففي كلّ هذا كان الغرب مُشارِكاً ومُستفيداً وراعياً لكلّ مراحل العدوان.

ونرى بوضوح اليوم أنّ الكيان مُرتبكٌ جداً بسبب مُباحثات فيينا حول العودة إلى الاتفاق النووي.

من هنا نرى المسؤولين الإسرائيليين يُسارعون إلى واشنطن في عملية يائسة للتعبير عن قلقهم من العودة إلى الإتفاق:

فنرى رئيس «الموساد» يوسي كوهين ورئيس الأركان أفيف كوخافي ورئيس «أمان» تماير هايمن وغيرهم من المسؤولين يسارعون لإجراء محادثات مع الأميركيين بشأن الملف النووي الإيراني لدرجة أنّ معلّق الشؤون الأمنية في صحيفة «هآرتس» يوسي ميلمان وصف هذه الزيارات بـ»الغزوة» إلى واشنطن!

وهذا يُشير إلى قناعتهم التامة بأنّ المفاوضات الجارية سوف تؤدي حتماً للعودة إلى الإتفاق وطبعاً لا يكون ذلك إلا برفع العقوبات الأميركية مقابل تطبيق إلتزامات طهران لبنود الإتفاقية عام 2015.

وهناك شعورٌ عام عند «الإسرائيليين» أنهم لوحدهم في ساحة المواجهة فلا يمكن الإعتماد على الأميركيين والأوروبيين بأكثر من مناورات أو محاولات الإستفادة والإبتزاز.

فنحن اليوم أمام قلقٍ يكبر في الساحة «الإسرائيلية» والساحة الخليجية وكِلاهما لا يستطيعان القيام بردّ فعلٍ أو بفعلٍ يستطيعون من خلاله تعطيل ما يجري.

ولا شك أنّ العودة إلى إطار الإتفاق حاصلة وأنّ إزالة العقوبات دون تغيير جوهري عليها هي مسألة وقت لتَصُبّ في النهاية في نفس المصبّ.

و»الإسرائيليون» يفهمون أنّ الغرب عموماً لا يُغيّر سياساته الاستراتيجية طبقاً لرغبات الحكومة «الإسرائيلية» خاصة بعد أنْ تَلَمَّسوا أنّ ما جرى في مفاعل «نطنز» لم تكن نتائجه لصالحهم بل كانت عكسية من خلال ردّ فعل الإيرانيين برفع التخصيب بنسبة كبيرة ورأى العالم جدية إيران وردّها عندما أعلنت زيادة نسبة التخصيب وهذا ما أكدته لاحقاً الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

خاصةً أنّ رئيس حكومة العدو الحالي ليس لديه إلتفاف كبير في الداخل وهذا ليس سراً وكثيراً ما يتحرك من خلال الإستفزاز والتهديد الذي إنْ أَدَّى لردّ إيراني فسوف يكون ورطة كبيرة على الداخل «الإسرائيلي».

ومسار التفاوض للعودة للإلتزام بالإتفاق النووي الإيراني قد بدأ من فيينا والعودة للإلتزام به آتيةٌ عاجلاً أو آجلاً وحينها سوف تكون تداعيات على منطقتنا في بلاد الشام وكلّ غرب آسيا وهذه التداعيات لها أثرها على كلّ ساحات المواجهة ويظهر ذلك جلياً في كيان العدو «الإسرائيلي» الممتلئ بالتنافس والإحباط وكذلك في النظام السعودي الذي بدأ يفتح قنوات تفاوضية مع إيران على أكثر من ساحة.

ونحن اليوم أمام جملة أمور:

1 ـ لا شك أنّ محادثات فيينا تلقى تقدّماً ولو بطيئاً ولكن مسارها طبيعيٌ جداً ولا يُتوقع منها غير ذلك.

2 ـ هناك إطمئنان أو على الأقلّ هو رأيٌ راجح أنّ الأميركيين سوف يُسارعون إلى إزالة العقوبات بطريقةٍ تُرضي طهران وذلك لمآرب يعتقدونها ولن يأتي الحديث إطلاقاً عن دور إيران الإقليمي أو القدرات الصاروخية الإيرانية أو تعديل الإتفاق النووي بل اقتصرت محادثات فيينا على العودة إلى الإتفاق فقط وفقط.

3 ـ دول الخليج الفارسي وخاصةً السعودية والإمارات باتوا يُفتشون عن مخرجٍ أو تواصلٍ أو تعايُش لاستيعاب المستجدات الجديدة التي لا مفرّ منها.

وأثناء كتابة هذه الكلمات ذكر ولي العهد السعودي في مقابلةٍ له مواقف جديدة حِيال الجمهورية الإسلامية فيها الكثير من الهدوء والواقعية غير المألوفة منه من قبل.

وهناك تطورات شتى على صعيد حَبك العلاقات في محورٍ يُقابل الغرب نواته روسيا والصين والجمهورية الإسلامية.

وليس عبثاً ولا يمكن غض النظر عن السفن الروسية التي بدأت منذ أسابيع بمرافقة حاملات النفط من إيران إلى روسيا ولذلك أكثر من دلالة.

ورأى العالم موقف إيران القوي الذي تميّز بالثبات والصبر وكان له عنوان وحيد هو:

على الولايات المتحدة التي انقلبت ونكثت بعهودها أن تعود.

وكلّ الإشارات تدلّ اليوم على عودة الولايات المتحدة إلى الإتفاق.

وأمامنا على الأقلّ شهران لتحقيق خطواتٍ ملموسة وهي في الحقيقة مهمّة للجنتين فرعيتين أفرزتهما الجولة الأولى من محادثات فيينا في مجموعةٍ مهمتها متابعة إجراءات عودة إيران إلى الإلتزام بالإتفاق ومجموعة أخرى مهمتها الإهتمام برفع العقوبات الأميركية.