kayhan.ir

رمز الخبر: 109263
تأريخ النشر : 2020February15 - 21:04

الوصية الخالدة والصاطعة

ان تقرأ وصية الشهيد الفريق سليماني الالهية ــ السياسية وفي ذكرى أربعينيته التي أقيمت في مصلى الامام الخميني وبحضور حشد كبير من ابناء طهران وتلاها خلفه الصالح العميد اسماعيل قاآني رفيق دربه لسنوات طويلة لها معانيها وأبعادها الخاصة في ان تترك أثرها العميق على الأمة وهي تتلقى كلماته الخالدة التي تدخل من القلب الى القلب دون أن تمر بالإذن لأنها خالصة لله سبحانه وتعالى وتفانيه من أجل قضايا الأمة ومقدساتها جعلته ان يغزو القلوب.

انها ليست وصية عادية حيث لخص رؤويته وتجربته للحياة الجهادية والسياسية والاستراتيجية وطوال عقود متعددة فيها. فنجد في الوصية الجوانب الانسانية والثورية والعرفانية لكن بقراءة واعية وبصيرة ثاقبة تتخطى ما هو مألوف في حياتنا العامة. فوصيته ميثاق ومدرسة للمحبين الذين يريدون مواصلة نهجه سواء في البعد السياسي او الميداني لانه ابتدع مدرسة جديدة في الميدان وهو تواجده المستمر والدائم في الصفوف الامامية للقتال وهذا غير مألوف في دول العالم حيث يدير القائد الميداني العمليات العسكرية ويوجه قطعاته من غرفة القيادة لكن الشهيد الفريق سليماني كان يقوم بالاشراف مباشرة على العمليات العسكرية من خلال تواجده في الخطوط الامامية مستنداً بذلك الى دور الامام الذي يؤم الصلاة.

انه القائد الثائر الذي لم يختص بايران.. انه ثائر اسلامي وأممي ذاع صيته في كل بقاع العالم لما امتاز لما لعب من دور فريد في قيادته للعمليات البطولية التي قضت على "داعش" صنيعة اميركا في العراق وسوريا وقبلها في لبنان وفلسطين التي سلحها بالصواريخ وجعل "اسرائيل" تنكفئ وتشييد الجدران الخرسانية حولها.

حقا ان وصية الشهيد الفريق سليماني الخالدة والصاطعة تستحق أن تكون خارطة طريق لامتنا والامم الاخرى في الاعتماد على ذاتها ومواصلة طريق المقاومة لانتزاع حقها من الطغاة والظالمين.. انه الرجل الذي كان لا يتعب ولايمل ولا ييأس بسبب توكله على الله وايمانه العميق بتحقيق الاهداف التي كان ينشدها من اجل رفع كلمة لا اله الا الله، محمد رسول الله وانتصار قضايا الامة في محاربته للاستكبار العالمي وانهاء سلطته وقطع يده عن ثروات الامة الاسلامية والمستضعفين كافة.

ولا شك ان اخلاصه وتفانيه لله تعالى جعله نبراساً لهذه الامة حيث وصل صوته الى اقصى نقاط العالم وليس اليوم في هذه المعمورة من لم يسمع ببطولات وتضحيات هذا القائد الكبير الذي كان قامة كبيرة وقائداً فذا في هذه الامة لشدة تواضعه وتعامله مع الجميع خاصة قواته.

انه القائد الميداني الذي رسم استراتجيته الدفاعية لمحور المقاومة حتى بعد رحيله حيث ان تاثيره اليوم اكثر من اللواء سليماني في حياته وهذا ما جسده في مقولته يوم خاطب قبل اشهر ترامب في رسالة فريدة من نوعها بانني "انا خصمك الوحيد الذي سيتغلب عليك" وكأنه كان عارفا بشهادته وقد تنبأ بذلك وروحه الطاهرة تشرف اليوم من أعلى عليين بأن شهادته ماذا فعلت بالاميركان وكيف دكت أكبر قاعدة في "عين الاسد" ولم يتجرؤا على الرد رغم خسائرهم الفادحة في التجهيزات والقوات وأن طهران تفضل ان تعترف اميركا بذلك قبل أن تضطر لكشفها.