kayhan.ir

رمز الخبر: 108718
تأريخ النشر : 2020February04 - 21:12

تركيا والعودة الى جادة الصواب


بعد ان طفح الكيل ونفذ صبر سوريا وروسيا تجاه الوعود التي قطعتها تركيا لترويض الارهابيين لفتح الطرق في المحافظات الشمالية في سوريا والزام القوى الارهابية باحترام وقف اطلاق النار في مناطق خفض التصعيد، لم تجد سوريا خيارا سوى تحريك قطعاتها العسكرية لتحرير المناطق التي تسيطر عليها القوى الارهابية، عملا بواجبها تجاه شعبها وهذا ما قامت به خلال الايام الاخيرة لوضع حد لما يجري من انتهاكات وتعامل وحشي للارهابيين ضد ابناء ادلب وفرض الخاوات عليه وفعلا تحركت قوات الجيش العربي السوري وقوى المقاومة معها بشكل لافت وسريع مما أحدث انهيارات في مواقع الارهابيين الذين اجبروا على ترك مواقعهم وهذا ما استشاط منه اردوغان غضبا ودفع بقواته ضمن قافلة بـ(200) مدرعة الى الحدود والاراضي السورية لمنع انهيار الارهابيين ومنع الجيش السوري من التقدم لتحرير اراضيه.

غير ان التدخل السافر للقوات التركية في الاراضي السورية وتداخلها مع الارهابيين في النقاط القريبة من نقاط المراقبة اوقع فيها بعض الخسائر ومنها 4 قتلى و9 جرحى وهذا ما دفع بتصعيد الموقف من قبل الرئيس التركي باطلاق التهديدات وارسال المزيد من التعزيزات العسكرية الى الحدود السورية لمواجهة الجيش السوري. غير ان الكثير من المراقبين يستبعدون المواجهة بين الجيشين لعوامل كثيرة منها حماية موسكو وطهران من الشرعية في سوريا ومسؤوليتها القانونية في حماية شعبها ووحدة اراضيها وسيادتها في مواجهة الارهابيين وفقا للقوانين والشرعية الدولية لكن تركيا التي لا تتمتع بأي من العوامل اعلاه وتريد ان تحارب على ارض دولة مستقلة الذي هو بحكم الغزو والدفاع عن الارهابيين وهذا ما يضعف موقفها الغير مبرر بل ستواجه معارضة شديدة من العالم.

ولم تبدأ بعد المواجهة المباشرة بل بدأ التصعيد بين انقرة وموسكو وسط تحذير من طهران بان سورية دولة مستقلة ومسؤولة في الدفاع عن حياضها وشعبها وتأمين سيادتها.

انقرة التي تريد تبرير تحركاتها غير المشروعة في مناطق خفض التصعيد بسورية تقول انها أبلغت موسكو بالموضوع لكن الاخيرة نفت ذلك وهذا ما يشكل تصعيدا وتناقضا بين الطرفين وقد تتطور الأمور الى أبعد من ذلك لكن مصالح الطرفين المتشابكة وموقف تركيا الذي يقف على أرض هشة لاصراره على التدخل بشؤون سوريا الداخلية تحت ذرائع انسانية كل هذه الامور تفرض عليها ان تتجنب المواجهة لان ما ستتحمله من خسائر في هذه المواجهة سيكون لها تبعات كبيرة في الوسط التركي اضافة الى ان قواته لم تتمتع بعقيدة او وازع قتالي للدفاع عن اراضيها بل انها تريد ان تحارب في اراضي دولة اخرى وهذا ما يضعف قدراتها القتالية. والامر الاخر الذي سيضايق تركيا هو تحركاتها غير المشروعة في مناطق خفض التصعيد وهذا يعني تنصلها عن التزامات سوتشي التي تعرضها للانهيار.

على تركيا ان تستوعب هذه الحقيقة ان سورية عصية بامتياز ولايمكن لاية قوة في العالم ان تفرض ارادتها على هذا البلد الكبير ولتتذكر انقرة التي نسقت مع الاميركان والغرب والرجعية العربية وهم في عز قوتهم حيث شكلوا ائتلافا من اكثر من 100 دولة تحت ذريعة "حماية الشعب السوري" لاركاع سوريا لكنهم فشلوا وهزموا شر هزيمة فماذا تريد تركيا فعله اليوم؟ لأن الطريق الوحيد لحل الازمة السورية هو سياسيا وما تتذرع به تركيا لحماية امنها ومنع تدفق اللاجئين اصبح من الماضي وان الاتصال المباشر بدمشق ومناقشة جميع الملفات دون اطلاق رصاصة واحدة وحتى سقوط قطرة دم واحدة، السبيل الوحيد لاقرار الامن والسلام في البلدين خاصة والمنطقة عامة.