العين الأمريكية العوراء.. لماذا تتستر إمريكا على فساد الأنظمة الدائرة في فلكها؟
ما سنتطرق اليه في هذه السطور ليس شيئا جديدا، بل هو معروف للجميع، ولكننا اردنا من خلاله ان نكشف عن جانب آخر من نفاق "العين الامريكية العوراء" وتعاملها المزدوج مع قضايا متشابهة في العالم، الا ان هذا التعامل يتغير وفقا من قرب او بعد الدول من امريكا، وليس كما تدعي الاخيرة، ان تعاملها ينبع من مبادىء وقيم واخلاق.
امريكا تقيم الدنيا ولا تقعدها عندما ترفع لواء مكافحة الفساد وتبييض الاموال، وانها تحرم دولا وحكومات من "مساعداتها" بذريعة ان هذه الدول لا شفافية فيها وان الفساد ينخرها، بل انها تحاصر دولا وتفرض عليها عقوبات، في حال لم تنظم الى اتفاقيات ومعاهدات دولية، تزعم ان هدفها محاربة الفساد وتبييض الاموال، ولكن في المقابل نرى ان امريكا تبلع لسانها، وتدوس على كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، في حال كانت الانظمة والدول الفاسدة، من التي تدور في فلكها.
ما كشفه الضابط السابق في استخبارات مشاة البحرية الأمريكية سكوت ريتر، قبل ايام في مقابلة مع قناة "غودغين فريدم" على "يويتوب"، حول علم ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن بقيام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بتنفيذ جرائم فساد، لكنها تتستر عليه وتخفي هذه الأفعال.
وقال هذا الضابط الامريكي ما نصه ، عند سؤاله عما إذا كانت السلطات الأمريكية والرئيس الأمريكي جو بايدن على وجه الخصوص على علم بتورط زيلينسكي بالفساد:" إنه على يقين بنسبة 100% على أن ذلك هو الحال".
بل ان ريتر اضاف:"نعم، وهم (سلطات واشنطن) يسهلون ذلك. هذا هو ثمن ممارسة الأعمال التجارية في أوكرانيا. إنهم يعرفون ذلك، وبالتالي لا يريدون السماح بعمليات التفتيش والتدقيق..إن الوضع سيىء للغاية لدرجة أن واشنطن اضطرت لإخفاء كل تفاصيل المساعدة العسكرية والمالية لنظام كييف، وبخلاف ذلك انكشفت حقيقة وجود نقص بالمعدات والمال.. ففي انكشاف هذه الحقيقة، لن يرغب الأمريكيون في مواصلة دعم نظام كييف".
المعروف ان زيلينسكي كان قد حاول اكثر من مرة تحميل الاخرين مسؤولية الفساد المستشري في حكومته، عبر الضغط على مسؤولين أوكرانيين لتقديم استقالاتهم بعد كشف وسائل الإعلام ارتباطهم بفضيحة فساد، وشراء إمدادات للجيش بأسعار مبالغ بها.
ومن بين المسؤولين المستقيلين نائب وزير الدفاع فياتشيسلاف شابوفالوف الذي كان مسؤولاً عن الدعم اللوجستي للقوات المسلحة، ومساعد مدير الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو، ونائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو، وأليكسي أريستوفيتش مستشار رئيس الديوان الرئاسي الأوكراني، وفاسيل لوزينكيتش نائب وزير تنمية البلديات.
من الوضح ان تستر بايدن على فساد زيلنسكي، هو "ثمن ممارسة الأعمال التجارية في أوكرانيا" كما قال ريتر، وهذه الاعمال تم الكشف عنها عبر الصحافة العالمية، التي تناولت فضيحة رجل الأعمال هانتر بايدن، ابن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، الذي كان يومها نائب الرئيس والمسؤول عن ملف العلاقات الأوكرانية – الروسية في إدارة أوباما، فقد انضم هانتر بايدن إلى مجلس إدارة شركة "بوريسما"، عملاق الغاز الأوكراني، واشترى 10% من أسهم الشركة، مستفيدا، من موقع والده السياسي ودوره الخاص في تلك المرحلة في توجيه سياسة البلاد.
ما كشف عنه ريتر، كما قلنا ليس جديدا في السياسة الامريكية، فهذا هو دور امريكا الحقيقي في العالم، التستر على عملائها، واللافت ان اغلبهم من الفاسدين، فلا تجد حاكما فاسدا، الا وتجد امريكا داعمة له، وفي المقابل لا تجد حاكما وطنيا حرا شريفا، الا وتجد امريكا تناصبه العداء وتعمل على اسقاطه.