هكذا جنّدت أمريكا منصات التواصل الاجتماعي لخنق الحقيقة
في الوقت الذي يتم فيه، وبتوجيه من السلطات الامريكية، حظر نشر حتى صور رموز المقاومة وشهدائها، من على منصات التواصل الاجتماعي، وحظر اي خطاب يتضمن اشارة الى مقاومة المحتل الاسرائيلي والغطرسة الامريكية، بذريعة مواجهة "خطاب الكراهية والعنف والذي يتنافى مع قيم الحرية والديمقراطية الامريكية"!، نرى هذه السلطات تجند هذه المنصات لخدمة سياستها في اوكرانيا، عبر فرض وجهة نظرها على الاخرين، وكأنها هي الحقيقة المطلقة.
هذه الدكتاتورية التي تمارسها امريكا على الخبر، بهدف تزويره وتشويهه وتحريفه، ليتلاءم مع الرؤية الامريكية ازاء ما يجري في اوكرانيا، كشف عنه تقرير لموقع "ريسبونسبل ستيت كرافت"، حيث جاء في جانب منه:"ان شركات التكنولوجيا خففت بشكل انتقائي من حظرها على خطاب الكراهية والعنف لتتماشى مع جهود الحرب في أوكرانيا، وأغلقت حسابات وسائل الإعلام التي تنتقد الحرب وسياسة الولايات المتحدة تجاهها، وشهدت جيشا ضخما من الروبوتات ينشر المحتوى الذي يدعم أوكرانيا وشركاءها في الناتو".
وكمثال على هذه الممارسة الامريكية، التي تفضح "الديمقراطية وحرية التعبير" والتي صدعت امريكا بها رؤوسنا، يشير الموقع الى قيام "فيسبوك"، بمراقبة ومنع مشاركة تقارير الصحافي الأميركي سيمور هيرش، حول الدور الأميركي في الهجوم على خطوط أنابيب "نورد ستريم"، فإذا ما حاولت مشاركة المقالة التي وضع فيها هيرش لأول مرة معلوماته حول "نورد ستريم"، فسيظهر تنبيه يحذرك من أنّ "الصفحات ومواقع الويب التي تنشر أو تشارك أخبارا كاذبة بشكل متكرر ستشهد انخفاض توزيعها العام وسيتم تقييدها بطرق أخرى"!!. ولكن اذا ما قررت المشاركة على أي حال، فسيتم نشر مقال هيرش ولكن مع تعتيمه، ووضع علامة "معلومات زائفة" عليه.
وبحسب الموقع، فإن هذه المحاولة لإعاقة انتشار قصة هيرش على "فيسبوك" هي لمحة صغيرة عن الآثار المزعجة عندما تتحد الرقابة التقنية مع ضغط الحكومة، وتشير إلى مدى سهولة خنق التقارير المستقلة مع السماح بانتشار المعلومات المضللة الرسمية.
المعروف ان سلسلة من الانفجارات القوية، دمرت في أيلول/سبتمبر الماضي، خط أنابيب "نورد ستريم" 1 و 2، الذي يمر عبر بحر البلطيق من روسيا إلى ألمانيا، ويوفر الغاز الرخيص إلى أوروبا، وسرعان ما تم الكشف عن أن الهجوم كان عملا تخريبيا متعمد، من دون أن يتم التعرف رسمياً على الجهة المنفذة حتى الآن.
في 8 شباط/فبراير الماضي، نشر هيرش، الحائز على جائزة "بوليتزر" للصحافة، تحقيقه عن تلك الانفجارات، وكشف فيه، نقلا عن مصدر، أنه تم زرع عبوات ناسفة تحت خطوط أنابيب الغاز الروسية، في حزيران/يونيو 2022، تحت غطاء مناورات لغواصي البحرية الأميركية، بدعم من متخصصين نرويجيين.
وبحسب هيرش، فإن قرار إطلاق العملية اتخذه الرئيس الأميركي جو بايدن ، بعد تسعة أشهر من المناقشات مع مسؤولي الإدارة المعنيين بقضايا الأمن القومي.
العالم