"اليوم ايران وغدا فلسطين"
44 عاما مضت على الصرخة المدوية للامام الخميني (قدس) باعلان آخر جمعة من رمضان المبارك يوما عالميا للقدس لتكون المنطلق لتحريرها من الصهاينة الاوغاد، يوم كان الافق مسدودا تماما بسبب الاوضاع العربية المتردية والهزائم التي لحقت بها جراء الاعتداءات الصهيونية المتكررة مما دفع السادات المقبور للانبطاح تماماً وتوقيع معاهدة كام ديفيد الخيانية واخراج مصر من دائرة الصراع مع العدو الصهيوني، ولتبقى هذه المدينة المقدسة حية في ضمير الامة الاسلامية والانشداد اليها وهي اليوم وبعد 44 عاما تنتظر بفارغ الصبر ساعة تحريرها.
ولابد ان نستذكر واقعنا قبل 44 عاما يوم استنهض الامام الراحل الامة الاسلامية واحرار العالم للالتفاف حول القدس، فقد كان تحريرها مجرد امل، لكن اليوم بفضل الله واستشراف الامام الخميني للمستقبل وصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني الأبي اصبح تحريرها واقعا والمسألة باتت مجرد وقت لا اكثر.
ارث الامام الخميني "قدس سره" في تسمية آخر جمعة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس وضع الشعب الايراني المسلم امام مسؤولية كبرى للعمل بواجبه الديني والانساني لاحتضان القضية الفلسطينية وربط مصيره بمصير الشعب الفلسطيني وهذا ما ترجم على ارض الواقع بعيد انتصار الثورة الاسلامية حيث لم يبخل منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا في تقديم كافة انواع المساعدة ودون اية منة اضافة الى لتحمله لكافة الضغوط والمؤامرات والحظر والحصار الاقتصادي الاستكباري ودفع الفواتير الضخمة جراء هذا الدعم، لكن بقى الشعب الايراني صامدا وعلى عهده في ترجمة شعاره المقدس الذي رفعه ابان ثورته العظيمة "اليوم ايران وغدا فلسطين".
وقد شهد العالم باجمعه كيف مدّت الجمهورية الاسلامية يدها لتتحول انتفاضة الحجارة الفلسطينية الى انتفاضة المسيرات والصواريخ ومنها الدقيقة بحيث استطاعت المقاومة الفلسطينية الباسلة ايجاد توازن رعب مع العدو الصهيوني وهذا ما حدث فعلا في معركة "سيف القدس" التي جعلت حدا للاعتداءات الصهيونية الآثمة على المقدسيين. وبذلك تكون المقاومة الفلسطينية قد اطرت "القدس واقصاه" على انها خط احمر لا يمكن للصهاينة ان يتجاوزه وهذا ما ثبت مرة اخرى في الايام الاخيرة لكن الفارق ان هذه المرة دخل محور المقاومة على خط المواجهة وبرهن فعليا على وحدة الساحات وهذا ما زلزل كيان العدو وارعده وبان ضعفه وهشاشته ليقصف بساتين الموز في جنوب لبنان على انها مراكز حساسة لحزب الله وحماس وهذا ما شكل فضيحة مدوية لحكومة نتنياهو حتى داخل الكيان.