ما حقيقة الهجوم الإسرائيلي على منشأة عسكرية في إصفهان؟
يبدو ان الضربات القوية والمتتالية التي انزلتها اجهزة الامن الايرانية بشبكات التجسس "الاسرائيلية" والامريكية والبريطانية داخل ايران، في الاونة الاخيرة، خاصة القبض على اخطر جاسوس بريطاني في ايران، دفعت التحالف الامريكي "الاسرائيلي"، الى المجازفة بحركة استعراضية، تمثلت بـ"الهجوم" على منشأة عسكرية في اصفهان، عبر استخدام ثلاث طوافات من نوع "كوادكوبتر" الصغيرة، والتي يستخدمها الاطفال للتسلية عادة!.
رغم ان "الهجوم" كان إستعراضيا، ورغم سهولة استخدام مثل هذه الطوافات الصغيرة ذات المراوح الاربع، الا انه فشل رغم ذلك فشلا ذريعا، عندما اسقطت المضادات الجوية واحدة منها وتم تفجير اخريين، وبذلك لم تمنح ايران، الثنائي الامريكي "الاسرائيلي"، حتى فرصة الظهور بمظهر المنتصر، بعد ان تبين ان الهجوم لم يسفر الا عن احداث خدوش في سطح مبنى المنشاة.
من اهم الادلة على فشل هذه الحركة الاستعراضية العقيمة، هي الضجة الاعلامية التي اثارتها، وعلى غير المعتاد، الصحافتان الامريكية و"الاسرائيلية"، اللتان سارعتا وبشكل مريب، الى الاعلان صراحة عن وقوف "اسرائيل" وراء الهجوم، والذي وصفتاه بـ"الناجح". حتى ان اوكرانيا من فرط حاجتها لـ"انتصار"، انضمت الى جوقة المحتفلين، عندما لمحت الى مشاركتها في "الهجوم"، في مشهد يكشف عن ان شبكات التجسس الامريكية و"الاسرائيلية" والبريطانية، داخل ايران تلفظ انفسها الاخيرة، وانها بأمس الحاجة الى جرعات من الاوكسجين، التي قد توفرها الانتصارات الوهمية".
الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي فشل في الضغط على ايران لتقديم تنازلات في المفاوضات النووية، ونتنياهو، الملاحق بقضايا الفساد في كيانه، والعاجز سياسيا على الحفاظ على حكومته، واجهزة الموساد ، والسي اي ايه، و الاس اي اس، كانو جمعيا بحاجة لانتصار مهما كان خجولا، يسجلونه ضد ايران، ولكن رغم هدفهم المتواضع، الا انهم فشلوا في تحقيق ماكانوا يتمنون، بل انهم سيتلقون قريبا اخبارا لن تسرهم، عن مصير جواسيسهم الذين تورطوا في هذه الحركة الاستعراضية البائسة. كما ان على زعماء "اسرائيل"، ان ينتظروا الرد داخل كيانهم، ونتوقع ان يبلعوه دون ان يبوحوا به، كما في كل مرة، وان غدا لناظره قريب.
اخيرا وليس اخرا يبدو ان رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونظرا الى التظاهرات الحاشدة التي تشهدها الاراضي المحتلة احتجاجا على فساده وهشاشة حكومته التي هي على شفى الانهيار بسبب الخلافات الداخلية واقالة الوزراء، لايجد مفرا امامه سوى تسويق ازماته الداخلية الى الخارج .
العالم