عندما تصبح الإساءة سبيلاً للنجاح في الانتخابات
عمر عبد القادر غندور
ما زالت تتكرر في أوروبا الحوادث الهمجية والمسيئة والمعيبة للإسلام والقرآن الكريم وآخرها في العاصمة السويدية ستوكهولم حين أُحرق القرآن الكريم بذريعة حرية التعبير.
والمؤسف جداً أن يواصل اليمين المتطرف في عدة دول أوروبية، العداء للمسلمين كورقة في ايّ سعي لزيادة شعبية اليمين المتطرف للفوز بالانتخابات، واتخاذ ملف «مناهضة الهجرة» وسيلة لشدّ العصب الأوروبي في مواجهة المهاجرين وخاصة المسلمين منهم! والمتابع لأنشطة اليمين المتطرف في أوروبا يمكنه ان يدرك بسهولة انّ تلك الجدلية المستمرة بين الادّعاء بحرية التعبير، والاتهامات وازدراء المقدسات الدينية ما تلبث ان تهدأ قبل ان تندلع في بقعة أخرى…
وفي نيسان من العام ٢٠٢١ نشر السياسي المتطرف الهولندي «خيرت فيلدر» مقطع فيديو عل حسابه على تويتر قائلاً: لا للإسلام لا لرمضان! وهذا الدنماركي السويدي راسموس بالودان زعيم حزب «سترام كوكس» يمضي على خط كلّ زعماء التيار اليميني في أوروبا الذين يعتبرون انّ العداء للإسلام والمهاجرين واجب تفرضه المصلحة الوطنية لأوروبا! وهم يرغبون في إحراق المزيد من نسخ القرآن الكريم الذي يقول في سورة التوبة «يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٣٢)هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣) «
واذا كان الوضع على حاله مع هذا اليمين الأوروبي المتغلغل في القارة العجوز ويتنفس عداء للإسلام والمسلمين، هل يجب ان تكون «حرية التعبير» بلا قيود حتى تكون واحدة من مبادئ الديمقراطية؟ أم يجب ان تخرس وتتوقف عن الإساءة للمعتقدات الدينية؟
وبالأمس رفضت تركيا استقبال وزير الدفاع السويدي على خلفية إحراق نسخة من القران الكريم، وهذا أضعف الإيمان، في إطار زيارة مقررة الى أنقرة، تمهيداً لقبول عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي التي تفترض موافقة جميع أعضاء «الناتو»؟ وهو ما يجعلنا نطرح التساؤل التالي على النظام الحاكم في تركيا:
ألم يكن أفضل للدولة التركية الإسلامية ان يكون عمقها الاستراتيجي في بلاد المشرق بين أهلها وأبناء دينها بدلاً من العمق الأوروبي الذي يكيد لبلادنا وديننا كلّ هذا الحقد والكراهية؟
ونختم بقول الله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ»