kayhan.ir

رمز الخبر: 164168
تأريخ النشر : 2023January21 - 20:19

انهيار صرح شبكة التجسس الاكثر أمنا

 

ايران استطاعت وبجدارة فائقة وفي حرب استخباراتية شرسة ومعقدة توجيه ضربة قاصمة لشبكة التجسس البريطانية التي تدعي بانها صاحبة اكبر واقدم جهاز تجسسي الاكثر أمنا في العالم وتعتقل اكبر جاسوس لها في ايران كان يعمل لسنوات لصالحها وقد زرعت في نفسه على انه سوف لا يكتشف واذا ما اكتشف فانه مصان لانه يحمل الاقامة والجنسية البريطانية. غير ان القرار الايراني باعتقال الجاسوس اكبري وتنفيذ حكم الاعدام بحقه حطم الاسطورة الامنية البريطانية وزعزع ثقة كل العملاء والجواسيس الذين يعملون لصالح المخابرات البريطانية في العالم.

العمل الجبار التي قامت به الاستخبارات الايرانية في الكشف عن هوية الجاسوس اكبري الذي خضع لتدريبات معقدة للحيلولة دون كشفه اثبتت للعالم قدرة رجال الامن الايرانيين الذي يطلق عليهم جنود صاحب الامر والزمان "عج" والمقصود الامام المنتظر "عج" في اكتشاف وتتبع واعتقال الجواسيس والارهابيين، كان في الواقع محط انظار الخبراء الامنيين واجهزة التجسس العالمية التي طلبت من ايران في وضعها بالصورة للاستفادة من تجربتها الثرية في هذا المجال.

ولا شك ولا ريب ان اعتقال الجاسوس اكبري كانت ضربة موجعة اصابت بالصميم الاستخبارات البريطانية وهيبتها بصفتها اكبر واقدم جهاز استخباراتي في العالم والتي توحي باستمرار لعملائها على الصعيد الدولي بانها الاكثر أمنا في العالم وعليهم مواصلة اعمالهم دون قلق واضطراب لوجود الغطاء الامني المزيف لهم لكن حادثة الجاسوس اكبري واعتقاله هشمت هذه الصورة المصطنعة للمخابرات البريطانية وشبكاتها التجسسية على الصعيد العالمي وبات من الصعب جدا ترميم صورتها ليستمر العملاء في مواصلة نشاطهم مع هذا الجهاز الجهنمي خاصة وان الضباط البريطانيين سيواجهون من الآن فصاعدا متاعب شاقة في مهامهم لجذب العملاء واقناعهم بالتعاون معهم.

والامر الاخر والهام الذي هز اركان المؤسسة الامنية البريطانية هو وقوعها في الفخ الايراني حيث استدرجت لسنوات وهي تضخ بالمعلومات لعميلها وهو في المعتقل دون ان تكتشف ذلك وهذا ما سبب لها ضربة موجعة. فالخطوة الجريئة التي اقدمت عليها ايران باعدام الجاسوس الخطير اكبري فاجأت الحكومة البريطانية التي تصورت وهما ان ايران لم تقدم على ذلك بصفته يحمل الجنسية البريطانية وهذا ما تُوهم بها جواسيسها على انهم في مأمن من أي خطر.

هذه الحادثة شكلت منعطفا خطيرا للمخابرات البريطانية التي اصابتها بالصميم وبعثرت مراكز قرارها وخططها لذلك تحاول اليوم وقف انهيارات هذه الحادثة على مؤسساتها الامنية وعناصرها ومعنويات جواسيسها في مختلف انحاء العالم. لقد بذلت جهودا حثيثة واستعانت باميركا وفرنسا والمانيا و غيرها من الدول الاوروبية والصديقة للضغط على ايران للحيلولة دون اعدام هذا الجاسوس الذي سيكون له تداعيات خطيرة على بريطانيا ومصالحها في المنطقة والعالم.

بريطانيا العجوز الشمطاء التي لازالت تحلم بان شمسها لا تغيب لم تلمس بعد شدة الضربة المهلكة التي ستهز صرحها الامني كما واجهت ذلك اميركا قبل اكثر من عشر سنوات عندما استطاعت ايران ان توجه لها ضربة استخباراتية موجعة نتجت عنها خسائر فادحة لها في المنطقة والعالم وكان احداها انها فقدت ثلاثين جاسوسا في الصين التي اقدمت على اعدامهم. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم ما الذي ستتحمله بريطانيا من هذه الضربة من ويلات وخسائر جراء هذا الكشف خاصة وان الطلبات من دول العالم تتزايد من ايران للاستفادة من هذه التجربة .. فالتاكيد ان خسائرها ستكون اكبر وافدح من اميركا!