kayhan.ir

رمز الخبر: 163275
تأريخ النشر : 2023January06 - 21:23

عقلية القرن 19 الحاكمة في اميركا

 

كتب المحرر السياسي

ما يواجهه الحزب الجمهوري من فوضى تاريخية في الكونغرس الاميركي هي بالتاكيد من مخلفات السياسية التي انتهجها الرئيس الارعن ترامب في عهده وما يؤكد ذلك ان بعض انصاره في الكونغرس هم الذين يقفون حجر عثرة لانتخاب "كيفن مكارثي" الذي حصل على لحد الان على 201صوت والذي يتطلب انتخابه لـ 218 صوتا.

وقد اخفق الكونغرس للمرة الحادية عشر على انتخاب رئيس له  بسبب الانقسام الحاصل داخل الحزب الجمهوري لوجود متطرفين يمينيين معارضين لانتخاب مكارثي وهذا ما سينعكس على المجتمع الاميركي وما سيجلبه من تداعيات لاحقة ستضر باميركا وموقعها في الساحة الدولية.

ورغم التنازلات التي قدمها مكارثي للنواب المؤيدين للرئيس ترامب الا انه اخفق في اقناعهم لانتخابه رئيسا خلفا لنانسي بيلوسي الديمقراطية واذا ما استمر هذا الوضع فان الشلل سيصيب مجلس النواب الاميركي لانه لم يستطع تمرير اي مشروع قانون يتقدم به الرئيس بايدن لادارة الدولة. وليس امام الكونغرس الاميركي اي آلية لتجاوز هذه المعضلة الا الاستمرار في جلساته لانتخاب رئيسه. وبالطبع هذه ليست المرة الاولى في تاريخ اميركا التي تواجه مثل هذه المشكلة فقد سبق وفي العام 1856 م لم يتفق الكونغرس الاميركي على انتخاب رئيس الا بعد شهرين و133 دورة.

وما لفت انظار المراقبين وفي خطوة غير مسبوقة لكنها غير محظورة من الناحية الفنية هو ما اقترحه النائب الجمهوري "مات جويتز" لترشيح الرئيس ترامب لهذا المنصب وقد صوت له فعلا في الجلسة السابعة لانتخاب رئيس للمجلس. واذا ما تم ذلك فانها ستكون محاولة للتهرب من المحاكمة على اخطائه وحادثة الكابيتول.

 

يبدو ان عقلية القرن التاسع عشر لازالت تعشعش في عقول الساسة الاميركيين وهذا ما يؤكد تخلفهم وجهلهم  بادارة الدولة لان عرقلة انتخاب ثالث  اهم منصب في النظام السياسي الاميركي بعد الرئيس ونائبه، سيعطل عمل القوة التشريعية لفترة ما ستضر بمصالح الشعب الاميركي دون سبب موجه، وان يرى البعض انها حالة ديمقراطية وطبيعية في دولة مؤسساتية مثل اميركا.

والمشكلة ان المسألة لن تتوقف عند حدود الكونغرس فبالتاكيد انها ستنقل بانعكاساتها السلبية الى الشارع الاميركي وهذا ما يهدد اميركا ويجعلها امام تحديات كبيرة خاصة والعالم يواجهه اليوم تغييرات هامة ولم يعد بقطب واحد كما في السابق بل هو متعدد الاقطاب.