تهديدات "نتنياهو" كالطبل الاجوف!
وصف المراقبون وبعد تهديدات "نتنياهو" باعلان الحرب ضد ايران وضرب منشآتها النووية من انه يعيش "خارج التاريخ"، رغم ان طهران والعالم قد اعتادوا على تهوره عندما كان رئيسا للوزراء في الكيان الصهيوني وقد اخذ مداه في هذا المنصب اكثر من سبقة ولكنه لم يستطع ان يتقدم ولو خطوة واحدة لتنفيذ تهديداته والتي اصبحت "كالطبل الاجوف" الذي صوته عاليا للفراغ الكبير داخله.
والسؤال الذي ينبغي ان يطرح على هذا المجرم صاحب ملفات الفساد الكبيرة. الا يكفي من هذه التصريحات التي ثبت انه لا طائل من تحتها خاصة وانه يدرك جيدا عجزه وقدرته من القيام بتفنيذ هذا التهديد والذي ستكون نتيجته وبما لا يقبل النقاش تدمير كيانه الغاصب وزواله من خريطة المنطقة؟.
ويأتي اليوم و بعد غياب عن الساحة السياسية وعند وصوله لرئاسة الوزراء من جديد لم يكن لديه وليثبت وجوده في هذا المنصب سوى ارسال التهديد ومن جديد لطهران باعلان الحرب عليها. وكأنه لم يقرأ التاريخ ولا يعيش الواقع الحقيقي لمجريات الاحداث في العالم والتي تغيرت وبصورة تسارعية بحيث ان المعادلات السياسية اليوم ليست كالامس وان حلفاء "اسرائيل" في حالة من الضعف والتشتت وعدم القدرة من السيطرة على اوضاعهم الداخلية والاهم ان الداخل الفلسطيني يغلي وقد اخذ منحى غير الذي كان فيه رئيسا للوزراء من قبل لان الانتفاضة والثورة الشعبية الفلسطينية التي كانت حبيسة في غزة قد كسرت الطوق وانتشرت في الضفة والقدس واتسعت وبصورة اصبحت مواجهاتها او اخمادها امر غير قابل للتصور. ووصلت فيه حدا انها تهدد الكيان الغاصب من داخله واوصلت فيه الجيش الصهيوني الى حالة من التفكك والعجز الكبيرين بحيث فقد سيطرته على المناطق بل لم تعد له القدرة على المواجهة. فهل يعلم نتنياهو بهذه الاوضاع ام انه كالنعامة يدس راسه في التراب لكي لا يرى الحقيقة المرة والمؤملة التي يعيشها الصهاينة؟.
ومن الواضح فان تصريحاته الحمقاء وبعد ان يصحوا من غيبوبته يدرك انه عليه ان يصلح منظومته الامنية والعسكرية المهزومة والهشة وان يؤمن الداخل الصهيوني من الانهيار قبل الاندفاع على ارتكاب اية حماقة.
واخيرا وفي الطرف المقابل ان ايران الاسلامية هي ليست الامس وان قدراتها وامكاناتها العسكرية المتطورة ستكون بالمرصاد كما صرحت القيادات العسكرية الايرانية لكل من تسول نفسه ان يمس او يعتدي على الاراضي الايرانية، ولذا على نتنياهو ان يدرك ذلك جيدا، الا اذا كان يريد ازالة كيانه الغاصب وبالقوة على يد ايران الاسلامية فالخيار اليوم بيده ليجرب حظه العاثر.