ماذا بعد لقاء وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا في موسكو؟
محمد عيد
لم يكن اجتماع موسكو الذي ضم إليه وزيري دفاع كل من سوريا وتركيا بحضور وزير الدفاع الروسي مفاجئًا، فكل المعطيات والمؤشرات والتصريحات وخصوصًا التركية والروسية الداعية إلى هذا اللقاء كانت قد وطّأت له. وإذا كانت دمشق قد ربطت فتح مسار تفاوضي مع تركيا بخطوات تركية ملموسة على الأرض، فإن اجتماع موسكو يبدو أنه قد سار باتجاه اعطائها الضمانات الكافية في هذا السياق بحيث تقبض مقابل ذلك ثمنًا وازنًا في السياسة.
تسليم تركي بسيادة دمشق على أرضها
يرى عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أن لقاء موسكو بين وزراء دفاع كل من تركيا وسوريا وروسيا خرج إلى النور بعد عدة لقاءات غير معلنة على المستوى الأمني، وبعد وساطة إيرانية - روسية مباشرة لتقريب وجهات النظر التركية - السورية والجلوس على طاولة للحوار.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري جزم الحاج علي أن جولة التفاوض هذه وما قد يكون سبقها من جولات عقدت بعيدًا عن الإعلام وما سيعقبها لاحقاً لم ولن تكون أبدًا حول الأراضي السورية، فالطرفان متفقان على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وكان هناك شرط سوري قبل بدء الحوار ويتمثل في الإعلان عن انسحاب كامل من الاراضي السورية وعدم بقاء أي جندي تركي هناك.
وعن آلية التفاوض المتفق عليها بين الطرفين، أشار عضو مجلس الشعب السوري إلى أن التفاوض سوف يكون حول آلية التعاون لمكافحة الارهاب - كل الارهاب - بكل أنواعه كما ذكر البيان الصادر عن الاجتماع الثلاثي في موسكو، وهنا المقصود المجاميع الارهابية في ادلب وشمال حلب وتنظيم قسد في الجزيرة السورية.
ولفت الحاج علي إلى فكرة أن التركي لو استطاع تطبيق الشروط السورية في ادلب، وإبداء حسن النية، سيكون هناك لقاءات على مستوى ديبلوماسي أعلى، مشيرًا إلى أنه وعلى الرغم من عدم حصول أية انعكاسات مباشرة لهذا اللقاء على الأرض بعد، غير أنه يمكن ملاحظة أن هناك وقفًا للقصف التركي على الأراضي السورية منذ أول أمس، وهناك تنسيقًا سيشمل مصير المجاميع الارهابية في ادلب.
لهذه الأسباب وافقت دمشق
ونوه عضو مجلس الشعب السوري إلى أن مرسوم العفو الأخير الصادر عن رئاسة الجمهورية العربية السورية هو بداية لهذا التنسيق، مشيراً إلى أن الوساطة الايرانية - الروسية والتصريحات التركية الاعلامية والمصلحة السورية بحقن الدماء وتحرير الارض، هي ما دفع السوريين لهذا المسار، لا سيما وأن سوريا تعتمد مبدأ اللاانتقامية في سياساتها مع الدول المجاورة، ما عدا الكيان الصهيوني، فهي يمكن لها أن تحقق بالسياسة أهدافها بدون الحاجة إلى سفك دماء والمرحلة الحالية هي مرحلة اختبار للنوايا التركية اذا ما كانت صادقة أم لا.
وشدد الحاج علي على أن الظروف الدولية اليوم تصب في مصلحة سوريا وحلفائها، وخاصة أن تركيا هي اليوم المتضرر الأكبر من السياسة الامريكية التي تحاول انشاء كانتون كردي على الأراضي السورية والتركية والعراقية، وبالتالي المصلحة مشتركة لافشال هذا المشروع.