الصورة المغيبة والتعيسة لاغنی دولة في العالم
قد لا يصدق المرء بما نسرده حول اميركا وعدد المشردين فيها والذي يبلغ مئات الالاف خاصة من الاصول الافريقية الذين ينتشرون في اغلب الولايات الاميركية وهو رقم مذهل ويفوق عدد المشردين في دول العالم لكن المفارقة الكبيرة ان اميركا التي هي الدولة الاغنی والاقوی في هذه المعمورة عاجزة او لا تريد حل هذه المشكلة التي هي بمثابة كارثة انسانية لهذا البلد فيما نری الادارات الامیرکیة المتوالیة تهدر الاموال الطائلة علي الحروب والتدخل في شوون الدول لفرض الهيمنة ونهب ثرواتها وهي نزعة شيطانية لا يمكن ان تفارقها الا اذا ما ووجة بالقوة الرادعة.
الواقع الماساوي والتعيس لهولاء المشردين الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء كل يوم يرسم صورة مخزية وفاضحة للدولة الاميركية التي تمتلك اقوی اقتصاديات العالم فيما يعيش مئات الالاف من ابناء شعبها في حالات من البوس والذل والهوان بعيدا عن توفيرمستلزمات الحياة الضرورية وهي السكن .وتحتل نيويورك وكلفورنيا وفلوريدا المراتب الاولی من حيث ايوائها للمشردين الذين يعيشون في الشوارع والانفاق وتحت الجسور وعربات القطارات وصناديق االقمامة وغيرها وامام هذه المشهدية المولمة التي يتزايد فيها عدد المشردين في الولايات المتحدة الاميركية خاصة في ولاية لوس انجلس الذي تجاوز عددهم ال 40 الف شخصا اعلنت عمدة المدينة حالة الطوارئ لمعالجة الاوضاع قبل ان تخرج عن نطاق السيطرة من خلال تمويل مشاريع سكنية تحد من هذه الشكلة العويصة التي تواجهها اميركا.
وحسب بعض الاحصاءات الاميركية ان كل 18 اميركي من اصل 10000 يعانون من حالات التشرد وهذه مشكلة كبيره تتطلب المزيد من التمويل والوقت لحلحلتها في هذا البلد الذي يفتقد للارادة الجادة لحل هذا الموضوع .لذلك يعتقد الكثير من المراقبين ان النظام الرسمالي المبني علی الجشع وراس المال والتميز العنصري من العسير جدا ان يسير في طريق انساني بحت لحل مثل هذه المشاكل التي تتعلق بالطبقات الفقيرة.