خاطرة لطلبة الجامعات!
حسين شريعتمداري
ليرفع الله من مراتب الشهيد العظيم آية الله سعيدي والمجاهد الكبير المرحوم آية الله طالقاني. ففي هذه الايام حيث يعتليها يوم الطالب الجامعي، نرى مناسبا الاشارة لخاطرة حول هاذين العزيزين الكبيرين ـ فقد طرحت قبل سنوات في اجتماع لطلبة الجامعة ـ . لاسيما ورسالة حكيمة لها اليوم وجميع الايام لحركة الطلبة الجامعيين يمكن ان تكون عبرة ودرساً بليغاً.
في اواسط سبتمبر من عام 1996، ارسل آية الله سعيدي رسالة لي وللسيد مرتضى الويري، ان نمر عليه لامر هام، اذ كنت حينها طالباً في جامعة طهران فيما كان الويري طالباً في جامعة شريف. فذهبت مع السيد مرتضى الويري الى بيت الشهيد سعيدي قرب مسجد موسى بن جعفر عليه السلام في شارع غياثي (والذي استبدل باسم الشهيد سعيدي) حيث كان امام جماعة ذلك المسجد، وهو العالم المرموق والشجاع وممثل سماحة الامام ـ رضوان الله تعالى عليه ـ. وبعد ان وصلنا لديه، قال سماحته، ان هناك اقتراحا هاماً من قبله ومن قبل آية الله طالقاني حول الحركة الطلابية، اذ من الضروري ان يتابع بجدية في تظاهرات طلبة الجامعات، وطلبا منا ان نهيئ مقدمات الامر، وقال ان آية الله طالقاني ينتظركما كي يتفضل بامور هامة بهذا الخصوص.
وقال آية الله سعيدي بخصوص رأيه ورأي آية الله طالقاني؛ اهتفوا في تظاهرات طلبة الجامعات بهذه الشعارات مثل؛ "اذا انا اتقاعس، واذا انت تتقاعس، فمن سينهض؟"، و"اذا انا نهضت واذا انت نهضت فالجميع سينهض". وهو بالطبع نابع من حماس ثوري لطلبة الجامعات، ولكنه ليس كاملا، وتساءلا؛ ان ننهض جميعا لنفعل ماذا؟ فالنهوض مقدمة التحرك، واذا لم يعلم لماذا ننهض، فان نهضتنا وان كانت احتجاجا على النظام الدموي السفاك للشاه وان لا نقلل من خطره، ولكن هناك مسافة عريضة مع النتائج المطلوبة. مؤكدا ان حركة طلبة الجامعات ينبغي ان تكون لها هوية، فاذا لم يتضح الهدف من النهوض ولن يُعلم ان العدو والتيارات السياسية المنحرفة ستصب الامر لصالحها.
واستطرد آ ية الله سعيدي؛ "ان طريق الخلاص من شر اميركا ونظام الشاه، الالتحاق بنهضة سماحة آية الله الخميني"، مضيفا؛ "ان اقتراحي واقتراح آية الله طالقاني، ان يتم رفع اسم سماحة السيد (الامام الخميني) في تظاهرات طلبة الجامعات، كي يكون لنهضة طلبة الجامعات هوية وجهة محددة ولها مقبولية، ومن دون ذلك ستكون الانتفاضة صيداً للاعداء وسيصادر الآخرون هذه الحركة".
وبعد اسبوعين اقيمت تظاهرات فخمة في جامعة طهران، وكان الشعار "فليحيا الخميني مكسّر الاصنام"، الذي رفع باقتدار يضرب به المثل في جميع التظاهرات اذ لم تتمكن قوات النخبة من الحؤول دون استمرارها.
وبعد عام نال آية الله سعيدي الشهادة بعد ان تعرض لوجبات التعذيب من قبل السافاك في المعتقل المعروف بـ "كميته مشترك" اي اللجنة المشتركة لمواجهة المخربين (!)، والذي تحول اليوم الى ـ متحف عِبر طهران ـ.
ومن ثم اعتقل السافاك سماحة آية الله الشهيد مرتضى المطهري بذريعة واهية. وقال الشهيد مطهري حينها؛ ان اعتقالي كان ذريعة اذ كانوا يريدون ايصال رسالة بان النظام لا يتحمل مناصرة سماحة السيد (الامام الخميني)! قائلا: ان السافاك لم يعرفوا آية الله الخميني واتباعه.
والجدير ذكره ايضا وفيه عبرة كذلك، فانه في الوقت الذي كانت الحكومة الاصلاحية تستغل طلبة الجامعات لاهداف سياسية وحزبية، (استغلال حركة طلبة الجامعات لصالح الاهداف السياسية) ووجه السيد خاتمي في الكلية الفنية لجامعة طهران (الثامن من ديسمبر 2004) باعتراضات طلبة الجامعات، فامتعض بشدة وانبرى يخاطبهم؛ " لا ترتكبوا امراً يجعلني اضطر لآمر بطردكم"!
وبالتالي بعد استنفاد ادعياء الاصلاح لمصالحهم سنوات عدة من طلبة الجامعات، مجرد سفاهة لا غير(!) وصار يخاطبهم؛ عليكم ان تعودوا الآن لجامعاتكم لتأخذوا قسطاً من الراحة(!) وحينها انبرى السيد "زيبا كلام" راداً على حجاريان بالقول: وهل ان الجامعة معسكر كي يدخل الطلبة ويخرجوا منها باشارة منك؟!...
ولكن قضى الامر، فما سكب من الماء لا يعود لإناه ثانية!