قمة العشرين: النظام العالمي الجديد
كان الرهان الأميركي النابع من الغطرسة يقوم على تكرار مشهد قمة السبعة الذي يمثل العالم الغربي في قمة العشرين التي تستضيفها إندونيسيا في 15 و16 تشرين الثاني الحالي، من خلال الضغوط لمنع توجيه الدعوة لروسيا للمشاركة في أعمال القمة، وخلال شهور مضت كان الجواب القاطع بقوة المصالح لعدد كبير من الدول المشاركة ومنها الدولة المضيفة، أن لا مبرر لقمة إذا استثنت روسيا.
في سياسات الطاقة والغذاء التي تضغط على العالم تمثل روسيا الشريك الرئيسي لعدد كبير من دول قمة العشرين، ومنها الصين والهند وإندونيسيا وتركيا، ويضم تجمع بريكس الذي تشكل روسيا أحد مؤسسيه كلاً من الصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل الأعضاء في قمة العشرين، وتتشارك روسيا مع السعودية في تمثيل مجتمع موردي الطاقة بصفتهما أكبر الموردين في سوق الطاقة في العالم، كما ظهر من قرار أوبك بلاس الذي قضى بتخفيض إنتاج النفط خلافاً للإرادة الأميركية.
القمة التي تضم 19 دولة والاتحاد الأوروبي الذي تملك دول من أعضائه عضوية مستقلة في القمة إضافة لعضوية الاتحاد، هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا عدا بريطانيا طبعاً، ستضم عملياً خمسة أعضاء البريكس، روسيا والهند والصين والبرازيل (العائد بزعامة لولا دي سيلفا) وجنوب أفريقيا، ومعها المكسيك وإندونيسيا وتركيا والسعودية والأرجنتين ومقابلها أميركا واليابان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وكوريا الجنوبية واستراليا وكندا، والاتحاد الأوروبي، وفق معادلة 10 مقابل 10، في قضيتين رئيسيتين، الطاقة والتبادل التجاري، حيث تصطف دول عشرة تحت عنوان الانفتاح على روسيا كمورد رئيسي للطاقة، وعنوان حرية التبادل التجاري بالعملات الوطنية للدول، مقابل عشرة أعضاء يطالبون بعزل روسيا عن الأسواق، والتمسك باعتماد الدولار واليورو عملات حصرية للتبادل التجاري.
التعدد والتوازن سيكونان الضيفين الأبرز في قمة العشرين مبشّرين بزمن متغير يشهد ولادة نظام عالمي جديد.
البناء